[٦٨٩٦] اختُلف هل قوله: {ولا أقسم بالنفس باللوامة} قَسَم أم لا؟ على قولين: الأول: أنه تعالى أقسَم بالنفس اللوامة كما أقسَم بيوم القيامة؛ فيكونان قسمين. الثاني: أنه أقسَم بيوم القيامة ولم يُقسِم بالنفس اللوامة، ويكون تقدير الكلام: أُقسِم بيوم القيامة، ولا أُقسِم بالنفس اللوامة. ورجَّح ابنُ جرير (٢٣/ ٤٦٨) -مستندًا إلى اللغة- القول الأول الذي قاله ابن عباس، وقتادة، وذلك أنّ «الجميع من الحُجّة مُجمِعون على أنّ قوله: {لا أقسم بيوم القيامة} قَسَم، فكذلك قوله: {ولا أقسم بالنفس اللوامة} إلا أن تأتي حُجّة تدل على أنّ أحدهما قَسَم والآخر خبر. وقد دللنا على أنّ قراءة مَن قرأ الحرف الأول» لأقسم «بوصل اللام بـ» أقسم «قراءة غير جائزة بخلافها ما عليه الحُجّة مُجمِعة». ورجَّحه ابنُ كثير (١٤/ ١٩٢)، فقال: «والصحيح أنه أقسَم بهما جميعًا». ولم يذكر مستندًا. وذكر ابنُ عطية (٨/ ٤٧١) أنّ الجمهور على هذا القول. وذكر ابنُ كثير أنّ قراءة الوصل «لأقسم» توجّه القول الثاني الذي قاله الحسن؛ لأنه أثبتَ القَسَم بيوم القيامة، ونفى القَسَم بالنفس اللوامة. وانتقد ابنُ عطية القول الثاني، فقال: «وذلك قلق، وهو في القراءة الثانية أمكن» أي: قراءة: «لأقسم» بالوصل.