للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيها ما أرادوا. وقوله: {أحْياءً وأَمْواتًا}، قال: يُدفنون فيها (١). (ز)

٨٠٧٢٥ - عن عامرالشعبي -من طريق بيان- {ألَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفاتًا أحْياءً وأَمْواتًا}، قال: بَطنها لأمواتكم، وظَهرها لأحيائكم (٢). (ز)

٨٠٧٢٦ - عن بَيان بن بِشر، قال: خَرجْنا في جنازة فيها عامر الشعبي، فلما انتَهينا إلى الجبّان تلا هذه الآية: {ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا}، قال: كِفات الأموات -وأشار إلى القبور-، وهذه كِفات الأحياء -وأشار بيده إلى البيوت- (٣). (ز)

٨٠٧٢٧ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله تعالى: {أحْياءً وأَمْواتًا}، قال: أحياء فوقها على ظهرها، وأمواتًا يُقبرون فيها (٤). (ز)

٨٠٧٢٨ - قال مقاتل بن سليمان: قال: {ألَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفاتًا أحْياءً وأَمْواتًا} أليس قد جَعل لكم الأرض كِفاتًا لكم، تَدفِنون فيها أمواتكم، وتَبثُّون عليها أحياءكم، وتَسكنون عليها؟! فقد كَفت الموتى والأحياء (٥) [٦٩٦٨]. (ز)


[٦٩٦٨] قال ابنُ جرير (٢٣/ ٥٩٦) مبيّنًا معنى الآية استنادًا إلى أقوال السلف: «يقول -تعالى ذِكْره- مُنبِّهًا عباده على نِعَمه عليهم: {ألم نجعل} أيها الناس {الأرض} لكم {كفاتا} يقول: وعاء، يُقال: هذا كِفْتُ هذا وكَفِيتُه: إذا كان وعاءه. وإنما معنى الكلام: ألم نجعل الأرض كِفات أحيائكم وأمواتكم، تَكْفِتُ أحياءكم في المساكن والمنازل، فتضمّهم فيها وتجمعهم، وأمواتكم في بطنِها في القبور، فيُدفنون فيها». وذكر احتمالًا آخر، فقال: «وجائز أن يكون عُنِي بقوله: {كفاتا أحياء وأمواتا} تَكْفِتُ أذاهم في حال حياتهم، وجيَفَهم بعد مماتهم».
وذكر ابنُ عطية (٨/ ٥٠٦) نحو قول ابن جرير في معنى {كِفاتًا}، ثم قال: «و {أحياء} -على هذا التأويل- معمول لقوله سبحانه: {كِفاتًا} لأنه مصدر». ونقل عن بعض المتأولين: أنّ «{أحْياءً وأَمْواتًا} إنما هو بمعنى أنّ الأرض فيها أقطارٌ أحياءٌ وأقطارٌ أموات». ووجَّهه بقوله: «يراد: ما يُنبت وما لا يُنبت، فنصب {أحْياءً} -على هذا- إنما هو على الحال من الأرض». ثم رجَّح قائلًا: «والتأويل الأول أقوى». ولم يذكر مستندًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>