أمست همومي تَنشط المناشطا الشام بي طوْرًا وطوْرًا واسطا وكأن هذه اللفظة في هذا التأويل مأخوذة من النشاط". [٧٠١٢] اختُلف في قوله: {والناشطات نشطا} على أقوال: الأول: أنها الملائكة، تَنشِط نفس المؤمن فتَقبضها. الثاني: أنه الموت، يَنشِط النفوس فيَقبضها. الثالث: أنها النُّجوم، تَنشَط من أُفق لأُفق. الرابع: أنها الأوهاق. وقد ذكر ابنُ جرير (٢٤/ ٦١) هذه الأقوال، ورجّح العموم فيها، فقال: «والصواب من القول في ذلك عندي أن يُقال: إنّ الله -جلّ ثناؤه- أقسم بالناشطات نشطًا، وهي التي تَنشَط مِن موضع إلى موضع، فتَذهب إليه، ولم يخصص الله بذلك شيئًا دون شيء، بل عمّ القَسم بجميع الناشطات، والملائكة تَنشط من موضع إلى موضع، وكذلك الموت، وكذلك النُّجوم والأوهاق وبقر الوحش أيضًا تَنشط، والهموم تَنشِط صاحبها، فكلّ ناشطٍ فداخل فيما أقسم به، إلا أن تقوم حُجّة يجب التسليم لها بأن المعنيّ بالقَسم من ذلك بعضٌ دون بعض».