واختار ابنُ جرير (٢٤/ ٧٠) -مستندًا إلى اللغة، وأقوال السلف- أنها العودة إلى الحياة بعد الموت، فقال: "يقول -تعالى ذِكْره-: يقول هؤلاء المُكذِّبون بالبعْث مِن مشركي قريش إذا قيل لهم: إنكم مبعوثون من بعد الموت: أئنا لمردودون إلى حالنا الأولى قبل الممات، فراجِعون أحياء كما كُنّا قبل هلاكنا، وقبل مماتنا؟ وهو مِن قولهم: رجع فلان على حافرته: إذا رجع من حيث جاء، ومنه قول الشاعر: أحافِرَةً عَلى صَلَعٍ وشَيْبٍ مَعاذَ اللهِ مِن سَفَهٍ وطَيْش وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل". وذكر أقوال السلف على هذا، ووجّه (٢٤/ ٧١) القول الثاني بقوله: «وقال آخرون: الحافرة: الأرض المحفورة التي حُفِرتْ فيها قبورهم، فجعلوا ذلك نظير قوله: {من ماء دافق} [الطارق: ٦] يعني: مدفوق، وقالوا: الحافرة بمعنى المحفورة، ومعنى الكلام عندهم: أئنا لمردودون في قبورنا أمواتًا؟!».