للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨١٢٢٧ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق سفيان- {أإنّا لَمَرْدُودُونَ فِي الحافِرَةِ}، قال: في الحياة (١). (ز)

٨١٢٢٨ - عن عطاء الخُراسانيّ -من طريق يونس بن يزيد- في قوله - عز وجل -: {لمردودون في الحافرة}، قال: الحياة (٢). (ز)

٨١٢٢٩ - قال مقاتل بن سليمان: ثم أخبَر الله - عز وجل - عن كفار مكة، فقال: {يَقُولُونَ أإنّا لَمَرْدُودُونَ فِي الحافِرَةِ} تَعجُّبًا منها، فيها تقديم. يقولون: أئِنّا لراجعون على أقدامنا إلى الحياة بعد الموت، وهذا قول كفار مكة (٣). (ز)

٨١٢٣٠ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {أإنّا لَمَرْدُودُونَ فِي الحافِرَةِ}، قال: الحافرة: النار. وقرأ قول الله: {تِلْكَ إذًا كَرَّةٌ خاسِرَةٌ}، قال: ما أكثر أسماءها! هي النار، وهي الجحيم، وهي سَقر، وهي جهنم، وهي الهاوية، وهي الحافرة، وهي لَظى، وهي الحُطَمة (٤) [٧٠١٩]. (ز)


[٧٠١٩] اختُلف في الحافرة على أقوال: الأول: العودة إلى الحياة. الثاني: الأرض التي فيها قبورهم حُفِرتْ. الثالث: النار.
واختار ابنُ جرير (٢٤/ ٧٠) -مستندًا إلى اللغة، وأقوال السلف- أنها العودة إلى الحياة بعد الموت، فقال: "يقول -تعالى ذِكْره-: يقول هؤلاء المُكذِّبون بالبعْث مِن مشركي قريش إذا قيل لهم: إنكم مبعوثون من بعد الموت: أئنا لمردودون إلى حالنا الأولى قبل الممات، فراجِعون أحياء كما كُنّا قبل هلاكنا، وقبل مماتنا؟ وهو مِن قولهم: رجع فلان على حافرته: إذا رجع من حيث جاء، ومنه قول الشاعر:
أحافِرَةً عَلى صَلَعٍ وشَيْبٍ مَعاذَ اللهِ مِن سَفَهٍ وطَيْش
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل".
وذكر أقوال السلف على هذا، ووجّه (٢٤/ ٧١) القول الثاني بقوله: «وقال آخرون: الحافرة: الأرض المحفورة التي حُفِرتْ فيها قبورهم، فجعلوا ذلك نظير قوله: {من ماء دافق} [الطارق: ٦] يعني: مدفوق، وقالوا: الحافرة بمعنى المحفورة، ومعنى الكلام عندهم: أئنا لمردودون في قبورنا أمواتًا؟!».

<<  <  ج: ص:  >  >>