واختار ابنُ جرير (٢٤/ ٨٤) -مستندًا إلى القرآن، وأقوال السلف- أنّ المراد عقوبة كلمتيه كما في القول الأول، فقال: «يعني -تعالى ذِكْره- بقوله: {فأخذه الله} فعاقبه الله {نكال الآخرة والأولى} يقول: عقوبة الآخرة من كلمتيه، وهي قوله: {أنا ربكم الأعلى}، والأولى قوله: {ما علمت لكم من إله غيري} [القصص: ٣٨]، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل». وذكر أقوال السلف على هذا، ثم ذكر بقية الأقوال، ولم يعلّق عليها. ورجّح ابنُ كثير (١٤/ ٢٤٢) -مستندًا إلى القرآن- القول الثاني، وقال: «كَما قال تعالى: {وجَعَلْناهُمْ أئِمَّةً يَدْعُونَ إلى النّارِ ويَوْمَ القِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ} [القصص: ٤١]، هذا هو الصحيح في معنى الآية؛ أنّ المراد بقوله: {نَكالَ الآخِرَةِ والأولى} أي: الدنيا والآخرة، وقيل: المراد بذلك: كَلِمَتاه الأولى والثانية. وقيل: كفْره وعصيانه. والصحيح الذي لا شكَّ فيه الأول».