للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم أغرقه الله - عز وجل - وجنوده (١). (ز)

٨١٣٢٤ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الآخِرَةِ والأُولى}، قال: أصابته عقوبة الدنيا والآخرة (٢). (١٥/ ٢٣٠)

٨١٣٢٥ - عن محمد بن السّائِب الكلبي -من طريق معمر- في قوله تعالى: {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الآخِرَةِ والأُولى}، قال: نكال الآخرة من المعصية والأولى (٣). (ز)

٨١٣٢٦ - قال مقاتل بن سليمان: {فَأَخَذَهُ اللَّهُ} بعقوبة قوله: {نَكالَ الآخِرَةِ والأُولى}، وكان بينهما أربعين سنة؛ الأولى قوله: {ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِن إلَهٍ غَيْرِي} [القصص: ٣٨]، والآخرة قوله: {أنا رَبُّكُمُ الأَعْلى} (٤). (ز)

٨١٣٢٧ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الآخِرَةِ والأُولى}، قال: اختلفوا فيها، فمِنهم مَن قال: نكال الآخرة من كلمتيه، والأولى قوله: {ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِن إلَهٍ غَيْرِي}، وقوله: {أنا رَبُّكُمُ الأَعْلى}. وقال آخرون: عذاب الدنيا، وعذاب الآخرة، عجَّل الله له الغرق، مع ما أعدّ له من العذاب في الآخرة (٥) [٧٠٢٦]. (ز)


[٧٠٢٦] اختُلف في قوله: {نكال الآخرة والأولى} على أقوال: الأول: عقوبة كلمتيه: قوله: {أنا ربكم الأعلى} وقوله: {ما علمت لكم من إله غيري} [القصص: ٣٨]. الثاني: عذاب الدنيا وعذاب الآخرة. الثالث: فأخذه الله نكال الدنيا والآخرة. الرابع: أنّ الأولى هي عصيانه ربّه وكفره به، والآخرة قوله: {أنا ربكم الأعلى}. الخامس: أخذه بأول عَمَلِه وآخره.
واختار ابنُ جرير (٢٤/ ٨٤) -مستندًا إلى القرآن، وأقوال السلف- أنّ المراد عقوبة كلمتيه كما في القول الأول، فقال: «يعني -تعالى ذِكْره- بقوله: {فأخذه الله} فعاقبه الله {نكال الآخرة والأولى} يقول: عقوبة الآخرة من كلمتيه، وهي قوله: {أنا ربكم الأعلى}، والأولى قوله: {ما علمت لكم من إله غيري} [القصص: ٣٨]، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل». وذكر أقوال السلف على هذا، ثم ذكر بقية الأقوال، ولم يعلّق عليها.
ورجّح ابنُ كثير (١٤/ ٢٤٢) -مستندًا إلى القرآن- القول الثاني، وقال: «كَما قال تعالى: {وجَعَلْناهُمْ أئِمَّةً يَدْعُونَ إلى النّارِ ويَوْمَ القِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ} [القصص: ٤١]، هذا هو الصحيح في معنى الآية؛ أنّ المراد بقوله: {نَكالَ الآخِرَةِ والأولى} أي: الدنيا والآخرة، وقيل: المراد بذلك: كَلِمَتاه الأولى والثانية. وقيل: كفْره وعصيانه. والصحيح الذي لا شكَّ فيه الأول».

<<  <  ج: ص:  >  >>