للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٢٠٦٨ - عن عبد الله بن المبارك -من طريق نعيم بن حماد- أنه سمعه يقول: ما حَجب الله - عز وجل - أحدًا عنه إلا عذّبه. ثم قرأ: {إنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ثُمَّ إنَّهُمْ لَصالُو الجَحِيمِ ثُمَّ يُقالُ هَذا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}، قال: بالرؤية (١). (ز)

٨٢٠٦٩ - عن أبي مُلَيكة الذِّماريّ -من طريق نِمران أبي الحسن الذماري- في قوله: {كَلّا إنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}، قال: المنّان، والمختال، والذي يقطع يمينه بالكذب ليأكل أموال الناس (٢). (١٥/ ٣٠١)

٨٢٠٧٠ - عن أبي هرم، قال: قال الشافعي: في كتاب الله تعالى: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} دلالة على أنّ أولياءَه يرونه على صفته (٣) [٧٠٨٣]. (ز)

٨٢٠٧١ - عن الربيع بن سليمان، قال: كنتُ عند الشافعيِّ، فأتتْه رقعة مِن الصعيد فيها مسألة: ما يقول الشيخ في قول الله تعالى: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}؟ قال الشافعي: إذا حُجِب الكفار بالسّخط دليلٌ على أنّ المؤمن غير محجوب في الرضا (٤) [٧٠٨٤]. (ز)


[٧٠٨٣] ذكر ابنُ كثير (١٤/ ٢٨٧) قول الشافعي، ثم علّق قائلًا: «وهذا الذي قاله الإمام الشافعي? في غاية الحُسن، وهو استدلال بمفهوم هذه الآية، كما دل عليه منطوق قوله: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} [القيامة: ٢٢ - ٢٣]، وكما دلت على ذلك الأحاديث الصحاح المتواترة في رؤية المؤمنين ربهم - عز وجل - في الدار الآخرة رؤية بالأبصار في عرصات القيامة، وفي روضات الجنان الفاخرة».
[٧٠٨٤] اختُلف في قوله: {إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} على قولين: الأول: محجوبون عن كرامته. الثاني: محجوبون عن رؤيته.
وقد رجّح ابنُ جرير (٢٤/ ٢٠٥ - ٢٠٦) العموم؛ لعدم الدليل على التخصيص، فقال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: أن يُقال: إنّ الله -تعالى ذِكْره- أخبر عن هؤلاء القوم أنهم عن رؤيته محجوبون. ويحتمل أن يكون مرادًا به: الحجاب عن كرامته. وأن يكون مرادًا به: الحجاب عن ذلك كلّه، ولا دلالة في الآية تدل على أنه مراد بذلك الحجاب عن معنى منه دون معنى، ولا خبر به عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قامت حجّته. فالصواب أن يقال: هم محجوبون عن رؤيته، وعن كرامته؛ إذ كان الخبر عامًّا، لا دلالة على خصوصه».
وقال ابنُ عطية (٨/ ٥٦١ بتصرف يسير) معلّقًا على القولين: "فمَن قال بالرؤية -وهم أهل السنة- قال: إنّ هؤلاء لا يرون ربّهم، فهم محجوبون عنه، واحتجَّ بهذه الآية مالك بن أنس عن مسألة الرؤية من جهة دليل الخطاب، وإلا فلو حجب الرؤية عن الكلّ لما أغنى هذا التخصص ... ومَن قال بألاَّ رؤية -وهو قول المعتزلة- قال في هذه الآية: إنهم محجوبون عن رحمة ربّهم وغفرانه".

<<  <  ج: ص:  >  >>