للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٣٢٠٣ - عن الضَّحّاك بن مُزاحِم، {ارْجِعِي إلى رَبِّكِ}، قال: إلى جسدكِ (١). (١٥/ ٤٣٠)

٨٣٢٠٤ - عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- يقول في قوله: {فادْخُلِي فِي عِبادِي وادْخُلِي جَنَّتِي}: يأمر الله الأرواح يوم القيامة أن ترجع إلى الأجساد، فيأتون الله كما خلقهم أول مرة (٢). (ز)

٨٣٢٠٥ - عن عكرمة مولى عبد الله بن عباس -من طريق سليمان التيميّ- {ارْجِعِي إلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً}: إلى الجسد (٣). (ز)

٨٣٢٠٦ - قال الحسن البصري: {ارْجِعِي إلى رَبِّكِ} ارجعي إلى ثواب ربّكِ وكرامته (٤). (ز)

٨٣٢٠٧ - عن محمد بن كعب القُرَظيّ، في الآية، قال: {ارْجِعِي} إلى جسدكِ الذي خرجتِ منه (٥). (١٥/ ٤٣٠)

٨٣٢٠٨ - عن أبي صالح باذام -من طريق إسماعيل بن أبي خالد- في قوله: {ارْجِعِي إلى رَبِّكِ} قال: هذا عند الموت، رجوعها إلى ربّها خروجها من الدنيا، فإذا كان يوم القيامة قيل لها: {فادْخُلِي فِي عِبادِي وادْخُلِي جَنَّتِي} (٦) [٧١٧١]. (١٥/ ٤٢٩)


[٧١٧١] اختُلف في معنى: {ارْجِعِي إلى رَبِّكِ} في هذه الآية على أقوال: الأول: ارجعي إلى ربّكِ عند الموت في الدنيا. الثاني: ارجعي إلى جسدكِ عند البعث يوم القيامة، والرّبّ هنا: صاحبها. الثالث: ارجعي إلى ثواب ربّكِ في الآخرة.
ورجَّح ابنُ جرير (٢٤/ ٣٩٧ - ٣٩٨) القول الثاني مستندًا إلى السياق، وهو قول ابن عباس، والضَّحّاك، ومحمد بن كعب، وعلَّل ذلك بقوله: «لدلالة قوله: {فادْخُلِي فِي عِبادِي وادْخُلِي جَنَّتِي} على صحة ذلك، وأنّ دخولها الجنة إنما هو يومئذٍ لا قبل ذلك».
ونقل ابنُ عطية (٨/ ٦١٦) قولين آخرين، ووجَّههما، فقال: «قال بعض العلماء: هذا النداء هو الآن للمؤمنين، كما ذكر الله تعالى حال الكافرين، قال: يا مؤمنون، دُوموا وجدُّوا حتى ترجعوا راضين مَرْضِيِّين، فالنفس -على هذا- اسم الجنس ... وقال آخرون: هذا النداء إنما هو في الموقف عندما يُنطَلق بأهل النار إلى النار، فنداءُ النفوس -على هذا- إنما هو نداء أرباب النفوس مع النفوس، ومعنى {ارْجِعِي إلى رَبِّكِ} -على هذا-: إلى رحمة ربك».
ورجَّح ابنُ القيم (٣/ ٣٠٠) مستندًا إلى الدلالة العقلية «أنّ هذا القول يُقال لها عند الخروج من الدنيا، ويوم القيامة. فإنّ أول بعثها عند مفارقتها الدنيا، وحينئذٍ فهي في الرفيق الأعلى إن كانت مطمئنة إلى الله وفي جنته كما دلّتْ عليه الأحاديث الصحيحة، فإذا كان يوم القيامة قيل لها ذلك، وحينئذ فيكون تمام الرجوع إلى الله، ودخول الجنة، فأول ذلك عند الموت، وتمامه ونهايته يوم القيامة، فلا اختلاف في الحقيقة».
ورجَّح ابنُ كثير (١٤/ ٣٥٠) القول الأول مستندًا إلى النظائر، وانتقد ترجيح ابن جرير قائلًا: «واختاره -أي: القول الثاني- ابن جرير، وهو غريب، والظاهر الأول؛ لقوله: {ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق} [الأنعام: ٦٢]، {وأن مردنا إلى الله} [غافر: ٤٣] أي: إلى حكمه والوقوف بين يديه».

<<  <  ج: ص:  >  >>