وقد رجّح ابنُ جرير (٢٤/ ٥٠٤) -مستندًا إلى الأعرف لغة- القول الأول، وانتقد البقية، فقال: «لأنّ ذلك هو المعروف عند العرب، ولا يُعرف جبل يُسمّى: تينًا، ولا جبل يقال له: زيتون، إلا أن يقول قائل: أقسم ربّنا -جلّ ثناؤه- بالتين والزيتون، والمراد من الكلام: القسم بمنابت التين، ومنابت الزيتون. فيكون ذلك مذهبًا، وإن لم يكن على صحة ذلك أنه كذلك دلالة في ظاهر التنزيل، ولا من قول مَن لا يجوز خلافه؛ لأنّ دمشق بها منابت التين، وبيت المقدس منابت الزيتون». ورجّح ابنُ تيمية (٧/ ٦٦) -مستندًا إلى اللغة- أنّ التين والزيتون: «هي الأرض التي بُعِث فيها المسيح، وكثيرًا ما تُسمّى الأرض بما يَنبتُ فيها، فيقال: فلان خرج إلى الكرْم وإلى الزيتون وإلى الرُّمّان، ونحو ذلك، ويراد الأرض التي فيها ذلك، فإنّ الأرض تتناول ذلك، فعبر عنها ببعضها». واختار ابن القيم (٣/ ٣٣٤) أنّ المراد: كلا الشجرتين ومنبتهما ببيت المقدس -مستندًا إلى دلالة العقل-، وقال بعد ذكر المعنى الأوّل: «وهذا الذي قالوه حقّ، ولا ينافي أن يكون مَنبَته مرادًا؛ فإنّ مَنبتَ هاتين الشجرتين حقيق بأن يكون من جُملة البقاع الفاضلة الشريفة، فيكون الإقسام قد تناول الشجرتين ومَنبَتهما».