للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٤٨٣٩ - قال محمد بن إسحاق: ما زلنا نسمع أنّ سورة الهُمَزَة نزلت في أُميّة بن خلف الجُمحيّ (١). (ز)

٨٤٨٤٠ - قال مقاتل بن سليمان: {ويْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ} نزلت في الوليد بن المُغيرة المخزومي، كان يغتاب النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - إذا غاب، وإذا رآه طغى في وجهه، ... ، كان رجلًا نمّامًا، وكان يلقّب الناس مِن التجبر والعظمة، وكان يستهزئ بالناس، وذلك أنه أُنزِل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {ذَرْنِي ومَن خَلَقْتُ وحِيدًا وجَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُودًا} وكان له حديقتان، حديقة بمكة وحديقة بالطائف، وكان لا ينقطع خيره شتاء ولا صيفًا، فذلك قوله: {مالًا مَمْدُودًا وبَنِينَ شُهُودًا} يعني: أرباب البيوت، وكان له سبعة بنين، قال: {ومَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا} يقول: بسَطتُ له في المال كلّ البسط {ثُمَّ يَطْمَعُ أنْ أزِيدَ كَلّا إنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيدًا} [المدثر: ١١ - ١٦] قال: واللهِ، لو قسمتُ مالي يمينًا وشمالًا على قريش ما دمت حيًّا ما فني، فكيف تَعِدني الفقر؟! قال: أما -واللهِ- إنّ الذي أعطاك قادر على أن يأخذه منك. فوقع في قلبه مِن ذلك شيء، ثم عَمد إلى ماله فعَدّه، ما كان من ذهب أو فِضّة أو أرض أو حديقة أو رقيق فعَدّه وأحصاه، فقال: يا محمد، تَعِدني الفقر؟! واللهِ، لو كان هذا خبزًا ما فني. فأنزل الله - عز وجل -: {ويْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ الَّذِي جَمَعَ مالًا وعَدَّدَهُ يَحْسَبُ أنَّ مالَهُ أخْلَدَهُ كَلّا} لا يُخلّده، ثم استأنف فقال: {لَيُنْبَذَنَّ فِي الحُطَمَةِ وما أدْراكَ ما الحُطَمَةُ} تعظيمًا لها (٢). (ز)

٨٤٨٤١ - عن رجل من أهل الرَّقَّة -من طريق ابن أبي نجيح- قال: نزلت في جميل بن عامر الجُمحيّ (٣) [٧٢٩٥]. (ز)


[٧٢٩٥] اختُلف في نزول الآية على قولين: الأول: أنها عامة في كلّ من اتصف بهذه الصفات. الثاني: أنها في مُشرك بعينه، فقيل: نزلت في أُميّة بن خلف. وقيل: في جميل بن عامر الجُمحيّ. وقيل: في الوليد بن المُغيرة. وقيل: الأَخْنَس بن شَريق. وقيل: أُبيّ بن خلف.
وقد رجّح ابنُ جرير (٢٤/ ٦٢٠) العموم، فقال: «والصواب من القول في ذلك أن يُقال: إنّ الله عمّ بالقول كلّ هُمَزة لُمَزة، كلّ مَن كان بالصفة التي وصف هذا الموصوف بها، سبيله سبيله كائنًا من كان من الناس».
وبنحوه قال ابنُ عطية (٨/ ٦٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>