للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أمِن، فجئتُ أُخِيفُ أهله. فقال: إنّا نأتيك بكلّ شيء تريد، فارجع. فأبى أن يرجع إلا أن يدخله، وانطلق يسير نحوه، وتخلَّف عبد المُطَّلِب، فقام على جبل، فقال: لا أشهد مَهْلِك هذا البيت وأهله، ثم قال:

اللهم إنّ لكلّ إله ... حِلالًا فامنع حِلالك (١)

لا يغلبنّ محا ... لهم أبدًا محالك

اللهم فإن فعلتَ ... فأمرٌ ما بدا لك

فأقبلتْ مثل السحابة من نحو البحر، حتى أظلّتهم طيرًا أبابيل التي قال الله: {تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِن سِجِّيلٍ} فجعل الفيل يَعِجّ عجًّا (٢)، {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} (٣). (١٥/ ٦٥٧)

٨٤٩١٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق السُّدِّيّ الصغير، عن الكلبي، عن أبي صالح- قال: إنّ فتًى مِن قريش خرج في أصحاب له مُتَوَجّهين نحو الحبشة، فنَزلوا بشاطئ، آواهم المقِيل إلى مُصلًّى كان للنصارى كان على شاطئ البحر، كانت تدعوه النصارى ماء سرجسان، فلما كان عند رحيلهم جمع الفتى القرشي وأصحابه حطبًا كان فضل مِن طعامهم، فألهب فيه النار، وارتحل هو وأصحابه، فأخذت النار في مُصلّى النصارى وأحرقته، فغضب النّجاشيُّ غضبًا شديدًا، فأتاه أبْرَهَة الصباحيّ، وأبو الأكسم الكنديّ، وحجر بن شرحبيل الكنديّ العدويّ، فقال: أيها الملك، ما يُغضبك مِن هذا؟ فلا يشقّ عليك، فنحن ضامنون لك بناء ماء سرجسان، وإحراق كعبة الله؛ فإنها حِرز قريش، فيكون ماء سرجسان، فنحن نسير بك إلى الكعبة، فنحرقها، ونخرِّبها مكان سرجسان التي أحرقها القرشي، ونضمن لك فتح مكة، فتختار أي نساء قريش شئتَ منها. فلم يزالوا به حتى استخفّوه، فأخرج جموعه وعديدًا من الناس، ثم سار إلى مكة، وسار معه المقلُوس في عصابة من اليمن فيهم حيٌّ من كنانة، حتى نزلوا بوادي المجاز -واد يقال له: وادي المجاز-، فنزل به (٤). (١٥/ ٦٥٩)

٨٤٩١٨ - عن سعيد بن جُبَير -من طريق محمد بن إسماعيل- قال: أقبل أبو يكسوم صاحب الحبشة ومعه الفيل، فلما انتهى إلى الحرم بَرك الفيل، فأبى أن يدخل


(١) الحِلال -بالكسر-: القوم المقيمون المتجاورون، يريد: سكان الحرم. النهاية (حلل).
(٢) العجّ: الصياح ورفع الصوت. لسان العرب (عج).
(٣) أخرجه الحاكم ٢/ ٥٣٥، والبيهقي ١/ ١٢١ - ١٢٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي نعيم.
(٤) عزاه السيوطي إلى أبي نعيم في الدلائل.

<<  <  ج: ص:  >  >>