للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٥٠٤٩ - عن عكرمة مولى ابن عباس، قال: كانت قريش تتَّجر شتًاء وصيفًا، فتأخذ في الشتاء على طريق البحر وأَيْلة (١) إلى فلسطين، يلتمسون الدِّفاء (٢)، وأمّا الصيف فيأخذون قِبل بُصرى وأذْرِعات (٣)، يلتمسون البرد، فذلك قوله: {إيلافِهِمْ} (٤). (١٥/ ٦٧٧)

٨٥٠٥٠ - قال أبو صالح باذام: كانت الشام منها أرض باردة ومنها أرض حارّة، وكانوا يرحلون في الشتاء إلى الحارّة، وفي الصيف إلى الباردة، وكانت لهم رحلتان كلّ عام للتجارة: إحداهما في الشتاء إلى اليمن؛ لأنها أدفأ، والأخرى في الصيف إلى الشام، وكان الحَرم واديًا جدبًا لا زرع فيه ولا ضرع، ولا ماء ولا شجر، وإنّما كانت قريش تعيش بها بتجارتهم ورحلتهم، وكانوا لا يُتعرّض لهم بسوء، وكانوا يقولون: قريش سكان حرم الله، وولاة بيته. فلولا الرحلتان لم يكن لأحد بمكّة مقام، ولولا الأمن بجوار البيت لم يقدروا على التصرّف، فشقّ عليهم الاختلاف إلى اليمن والشام، وأخصبت تَبالة وجُرش والجَنَد من بلاد اليمن، فحملوا الطعام إلى مكّة، وأهل الساحل في البحر على السفن، وأهل البر على الإبل والحُمُر، فألقى أهل الساحل بجدّة، وأهل البرّ بالمحصّب، وأخصبت الشام، فحملوا الطعام إلى مكّة، فحمل أهل الشام إلى الأبطح، وحمل أهل اليمن إلى جدّة، فامتاروا من قريب، وكفاهم الله مؤونة الرحلتين، وأمرهم بعبادة ربّ البيت (٥). (ز)

٨٥٠٥١ - قال محمد بن السّائِب الكلبي -من طريق معمر-: كانت لهم رحلتان: رحلة في الشتاء إلى اليمن، ورحلة في الصيف إلى الشام (٦). (ز)


(١) أيلة: مدينة على ساحل البحر الأحمر مما يلي الشام. مراصد الإطلاع ١/ ١٣٨.
(٢) الدفاء: اسم لما يُستدفأ به من صوف أو غيره. التاج (دفأ).
(٣) بصرى وأذرعات: موضعان بالشام. مراصد الإطلاع ١/ ٤٧، ٢٠١.
(٤) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(٥) تفسير الثعلبي ١٠/ ٣٠٢.
(٦) أخرجه عبد الرزاق ٣/ ٤٦٢، وابن جرير ٢٤/ ٦٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>