للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجُذام (١). (ز)

٨٥٠٧٢ - عن سليمان بن مهران الأعمش، {وآمَنَهُمْ مِن خَوْفٍ}، قال: خوف الحبشة (٢). (١٥/ ٦٧٨)

٨٥٠٧٣ - قال مقاتل بن سليمان: {الَّذِي أطْعَمَهُمْ مِن جُوعٍ} حين قذف في قلوب الحبشة أن يحملوا إليهم الطعام في السُّفن، {وآمَنَهُمْ مِن خَوْفٍ} يعني: القتل والسبي، وذلك أنّ العرب في الجاهلية كان يقتل بعضهم بعضًا، ويُغير بعضهم على بعض، فكان الله - عز وجل - يدفع عن أهل الحَرم، ولا يُسلِّط عليهم عدوًّا، فذلك قوله: {وآمَنَهُمْ مِن خَوْفٍ} (٣). (ز)

٨٥٠٧٤ - عن سفيان [الثوري]-من طريق مهران- {وآمَنَهُمْ مِن خَوْفٍ}، قال: من الجُذام وغيره (٤). (ز)

٨٥٠٧٥ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {وآمَنَهُمْ مِن خَوْفٍ}، قال: كانت العرب يُغير بعضها على بعض، ويسبي بعضها بعضًا، فأمنوا من ذلك لمكان الحَرم. وقرأ: {أوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبى إلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ} [القصص: ٥٧] (٥). (ز)

٨٥٠٧٦ - قال وكيع بن الجراح -من طريق أبي كُرَيب- قال: سمعت: {أطْعَمَهُمْ مِن جُوعٍ} قال: الجوع، {وآمَنَهُمْ مِن خَوْفٍ} الخوف: الجُذام (٦) [٧٣١٤]. (ز)


[٧٣١٤] اختُلف في معنى قوله: {وآمنهم من خوف} على أقوال: الأول: آمنهم من خوف العرب أن يَسْبُوهم أو يقاتلوهم تعظيمًا لحُرمة الحَرم. الثاني: أمنهم مِن الجُذام. الثالث: آمن قريشًا ألا تكون الخلافة إلا فيهم. الرابع: أمنهم من خوف الحبشة مع الفيل.
ولم يذكر ابنُ جرير (٢٤/ ٦٥٦) سوى القولين الأولين، ورجّح العموم، فقال: «والصواب من القول في ذلك أن يُقال: إنّ الله -تعالى ذِكْره- أخبر أنه {آمنهم من خوف}، والعدو مخوف منه، والجُذام مخوف منه، ولم يخصص الله الخبر عن أنه آمنهم من العدو دون الجذام، ولا من الجذام دون العدو، بل عمّ الخبر بذلك؛ فالصواب أن يعمّ كما عمّ -جلّ ثناؤه-، فيقال: أمنهم من المعنيين كليهما».

<<  <  ج: ص:  >  >>