للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دُبرها إذا أدبرتْ؛ هذه مجالِسه (١). (١٥/ ٨٠٩)

٨٥٧٢٣ - عن عروة بن رُوَيم -من طريق أبي فضالة-: أنّ عيسى ابن مريم - عليه السلام - دعا ربّه أن يُريَه موضع الشيطان مِن ابن آدم، فجُلِّي له، فإذا رأسه مثل رأس الحيّة، واضعًا رأسه على ثمرة القلب، فإذا ذَكر الله خَنس، وإذا لم يذكره وضع رأسه على ثمرة قلبه فحدَّثه (٢). (١٥/ ٨٠٨)

٨٥٧٢٤ - عن يحيى بن أبي كثير، قال: إنّ الوسواس له باب في صدر ابن آدم يوسوس منه (٣). (١٥/ ٨٠٨)

٨٥٧٢٥ - قال مقاتل بن سليمان: {مِن شَرِّ الوَسْواسِ الخَنّاسِ} وهو الشيطان في صورة خنزير معلّق بالقلب في جسد ابن آدم، وهو يجري مجرى الدم، سلّطه الله على ذلك من الإنسان، فذلك قوله: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ}، فإذا انتهى ابن آدم وسوس في قلبه حتى يبتلع (٤) قلبه، والخنّاس الذي إذا ذَكر اللهَ ابنُ آدم خَنس عن قلبه، فذهب عنه، ويخرج من جسده (٥) [٧٣٤٥]. (ز)


[٧٣٤٥] اختُلف في معنى: {مِن شَرِّ الوَسْواسِ الخَنّاسِ} على قولين: الأول: {مِن شَرِّ الوَسْواسِ} يعني: من شرّ الشيطان {الخَنّاسِ} الذي يَخنس مرة ويوسوس أخرى، وإنما يَخنس عند ذِكْر العبد ربَّه. الثاني: الذي يوسوس بالدعاء إلى طاعته في صدور الناس، حتى يستجاب له إلى ما دعا إليه من طاعته، فإذا استجيب له إلى ذلك خنس.
وعلَّق ابنُ تيمية (٧/ ٣٩٦) على القول الأول -وهو قول ابن زيد وما في معناه- بقوله: «فبيَّن ابن زيد أنّ الوسواس الخنّاس من الصِّنفين».
ورجَّح ابنُ جرير (٢٤/ ٧٥٥) العموم، فقال: «والصواب من القول في ذلك عندي أن يُقال: إنّ الله أمر نبيَّه محمدًا أن يستعيذ به من شرّ شيطانٍ يوسوس مرة ويَخْنِسُ أخرى، ولم يَخُصَّ وسوسته على نوعٍ من أنواعها، ولا خُنُوسَه على وجْهٍ دون وجْه، وقد يوسوس بالدعاء إلى معصية الله، فإذا أُطِيع فيها خَنَس، وقد يوسوس بالنهي عن طاعة الله، فإذا ذَكَر العبد أمر ربّه، فأطاعه فيه وعصى الشيطان خَنس، فهو في كلّ حالتيه وسْواسٌ خَنّاس، وهذه الصفة صفته».
ورجَّح ابنُ تيمية (٧/ ٣٩٣ - ٣٩٤) قائلًا: «والقول الصحيح الذي عليه أكثر السلف أنّ المعنى: من شرّ الموسوس من الجِنّة ومن الناس، من شياطين الإنس والجن»، فـ «قوله: {مِن الجِنَّةِ والنّاسِ} لبيان الوسواس، أي: الذي يوسوس من الجِنّة، ومن الناس في صدور الناس».

<<  <  ج: ص:  >  >>