وعلَّق ابنُ تيمية (٧/ ٣٩٦) على القول الأول -وهو قول ابن زيد وما في معناه- بقوله: «فبيَّن ابن زيد أنّ الوسواس الخنّاس من الصِّنفين». ورجَّح ابنُ جرير (٢٤/ ٧٥٥) العموم، فقال: «والصواب من القول في ذلك عندي أن يُقال: إنّ الله أمر نبيَّه محمدًا أن يستعيذ به من شرّ شيطانٍ يوسوس مرة ويَخْنِسُ أخرى، ولم يَخُصَّ وسوسته على نوعٍ من أنواعها، ولا خُنُوسَه على وجْهٍ دون وجْه، وقد يوسوس بالدعاء إلى معصية الله، فإذا أُطِيع فيها خَنَس، وقد يوسوس بالنهي عن طاعة الله، فإذا ذَكَر العبد أمر ربّه، فأطاعه فيه وعصى الشيطان خَنس، فهو في كلّ حالتيه وسْواسٌ خَنّاس، وهذه الصفة صفته». ورجَّح ابنُ تيمية (٧/ ٣٩٣ - ٣٩٤) قائلًا: «والقول الصحيح الذي عليه أكثر السلف أنّ المعنى: من شرّ الموسوس من الجِنّة ومن الناس، من شياطين الإنس والجن»، فـ «قوله: {مِن الجِنَّةِ والنّاسِ} لبيان الوسواس، أي: الذي يوسوس من الجِنّة، ومن الناس في صدور الناس».