للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُخْلُوا له مكة من عام قابل ثلاثةَ أيام، يخرجون ويتركونه فيها، فأتاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد فتح خَيْبر من السنة السابعة، فخَلَّوْا له مكة ثلاثة أيام، فنَكَح في عُمرته تلك مَيمونةَ بنتَ الحارث الهِلالِيَّة (١). (ز)

٦١٦٦ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: أقْبَل نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه، فأَحْرَموا بالعمرة في ذي القَعدة، ومعهم الهَدْيُ، حتى إذا كانوا بالحديبية صَدَّهم المشركون، فصالحهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يرجع ذلك العام حتى يَرْجِع العامَ المقبل، فيقيم بمكة ثلاثة أيام، ولا يخرج معه بأحد من أهل مكة. فنحروا الهَدْيَ بالحديبية، وحلَّقوا وقصَّروا، حتى إذا كانوا من العام المُقْبِل أقْبَل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حتى دخلوا مكة، فاعتمروا في ذي القَعدة، وأقاموا بها ثلاثة أيام، وكان المشركون قد فَخَروا عليه حين ردُّوه يوم الحديبية، فقاصَّ الله له منهم، وأدخله مكة في ذلك الشهر الذي كانوا ردُّوه فيه في ذي القعدة. قال الله -جَلَّ ثناؤُه-: {الشهرُ الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص} (٢). (ز)

٦١٦٧ - قال مقاتل بن سليمان: {الشهر الحرام بالشهر الحرام}، وذلك أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين ساروا إلى مكة مُحْرِمِين بعمرة، ومن كان معه عام الحديبية، لِسِتِّ سنين من هجرته إلى المدينة، فصَدَّهم مشركو مكة، وأَهْدى أربعين بَدَنَةً -ويُقال: مائة بَدَنَةٍ-، فردّوه، وحبسوه شهرين لا يصل إلى البيت، وكانت بيعة الرضوان عامَئِذٍ، فصالحهم النبي - صلى الله عليه وسلم - على أن ينحر الهَدْي مكانه في أرض الحرم، ويرجع، فلا يدخل مكة، فإذا كان العامُ المقبلُ خرجت قريش من مكة، وأَخْلَوا له مكة ثلاثة أيام، ليس مع المسلمين سلاحٌ إلا في غِمْدِه، فرجع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم تَوَجَّه من فَوْرِه ذلك إلى خَيْبَر، فافتتحها في المُحَرَّم، ثم رجع إلى المدينة، فلمّا كان العام المقبل، وأحرم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بعمرة في ذي القعدة، وأهدَوا، ثم أقبلوا من المدينة، فأخلى لهم المشركون مكة ثلاثة أيام، وأدخلهم الله - عز وجل - مكة، فقَضَوْا عمرتَهم، ونَحَرُوا البُدْنَ؛ فأنزل الله - عز وجل -: {الشهر الحرام} الذي دخلتم فيه مكة هذا العام {بالشهر الحرام} يعني: الذي صَدُّوكم فيه العامَ الأولَ، {والحرمات قصاص} يعني: اقْتَصَصْتُ لك منهم في الشهر الحرام، يعني: في ذي القعدة، كما صدّوكم في الشهر الحرام، وذلك أنهم فَرِحوا وافْتَخَرُوا حين صَدُّوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن المسجد


(١) أخرجه ابن جرير ٣/ ٣٠٧ مرسلًا.
(٢) أخرجه ابن جرير ٣/ ٣٠٧ مرسلًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>