للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

منافقًا، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُدْنِي مجلسَه؛ فنزل قوله تعالى: {ومِنَ النّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَياةِ الدُّنْيا} (١). (ز)

٧٢٢٦ - عن الكَلْبِيِّ، قال: كنت جالسًا بمكة، فسألوني عن هذه الآية: {ومن الناس من يعجبك قوله} الآية. قلتُ: هو الأخنسُ بن شَرِيق. ومعنا فتًى من ولده، فلما قمتُ أتبعني، فقال: إنّ القرآن إنما نزل في أهل مكة، فإن رأيت أن لا تُسَمِّي أحدًا حتى تخرج منها فافعل (٢). (٢/ ٤٧٦)

٧٢٢٧ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قوله: {ومن الناس من يُعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام}، قال: هذا عبد كان حسن القول، سيِّءَ العمل، يأتي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فيحسن له القول، {وإذا تولّى سَعى في الأرض ليُفسد فيها} (٣). (ز)

٧٢٢٨ - قال مقاتل بن سليمان: {ومِنَ النّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَياةِ الدُّنْيا} نَزَلت فِي الأَخْنَس بن شَرِيق بن عمرو بن وهْب بن أبي سَلَمَة الثَّقَفِيّ، وأُمُّه اسمها رَيْطَةُ بنت عبد الله بن أبي قيس القرشي من بني عامر بن لُؤَيّ، وكان عَدِيدَ بني زُهْرَة (٤)، وكان يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فيخبره أنّه يحبه، ويحلف بالله على ذلك، ويخبره أنّه يُتابِعُه على دينه، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُعْجِبُه ذلك، ويُدْنِيه في المجلس، وفي قلبه غير ذلك؛ فأنزل الله - عز وجل -: {ومِنَ النّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَياةِ الدُّنْيا}. وكان الأَخْنَس يُسَمّى: أُبَيّ بن شَرِيق، من بني زُهْرَة بن كَعْب بن لُؤَيّ بن غالب. وإنما سُمِّي الأخنس لأنّه يوم بدر رَدَّ ثلاثمائة رَجُل من بني زُهْرَة عن قتال النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال لهم: إنّ محمدًا ابنُ أختكم، وأنتم أحقُّ مَن كفَّ عنه، فإن كان نبيًّا لم نقتله، وإن كان كذّابًا كنتم أحقَّ من كَفَّ عنه. فخَنَس بهم، فَمِن ثَمَّ سُمِّي الأَخْنَس (٥) [٧٥٠]. (ز)


[٧٥٠] اختُلِف فيمَن نزلت هذه الآية؛ فقال قوم: نزلت في الأخنس بن شَرِيق. وقال آخرون بنزولها في نفر من المنافقين. وقال غيرهم بعمومها.
ورجَّح ابنُ كثير (٢/ ٢٦٩) القولَ الأخير الذي قاله قتادة، ومجاهد، والربيع، وعطاء، والقرظي، فقال: «وقيل: بل ذلك عامُّ في المنافقين كلهم ... وهو الصحيح». ولم يذكر مستندًا.
وكذا رَجَّحه ابنُ عطية (١/ ٥٠٢) مُسْتَنِدًا إلى الدلالات العقلية، وهي مجيء قوله تعالى: {ومِنَ النّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ} العام في كل مجاهد في سبيل الله بعد هذه الآية؛ فدَلَّ ذلك على عموم ما قبلها في الكافر، بدليل الوعيد بالنار.

<<  <  ج: ص:  >  >>