للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٧٣٤٨ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ}، يقول: في الإسلام (١). (ز)

٧٣٤٩ - عن عكرمة مولى ابن عباس =

٧٣٥٠ - وطاووس، نحو ذلك (٢). (ز)

٧٣٥١ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ}، يقول: ادخلوا في الطاعة (٣). (ز)

٧٣٥٢ - قال مقاتل بن سليمان: {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ}، يعني: في شرائع الإسلام (٤). (ز)

٧٣٥٣ - عن سفيان الثوري: في أنواع البِرِّ كلها (٥). (ز)

٧٣٥٤ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ}، قال: {السلم}: الإسلام (٦) [٧٦٣]. (ز)


[٧٦٣] اختُلِف في المراد بالسلم؛ فقال قوم: معناه: الإسلام. وقال آخرون: بل معناه: ادخلوا في الطاعة.
واختلف القراء في قراءة {السلم}؛ فمنهم من قرأ بالكسر، ومنهم من قرأ بالفتح بمعنى: المسالمة والصلح، ومن قرأوا بالكسر اختلفوا؛ فمنهم مَن وجَّه المعنى إلى الإسلام، ومنهم مَن وجَّهه إلى الصلح.
ورَجَّح ابنُ جرير (٣/ ٥٩٧ - ٥٩٩) قراءة الكسر مستندًا إلى اللغة، فقال: "لأنّ ذلك إذا قُرِئ كذلك، وإن كان قد يحتمل معنى الصلح، فإنّ معنى الإسلام ودوام الأمر الصالح عند العرب أغلبُ عليه من الصلح والمسالمة، وينشد بيت أخي كندة:
دَعَوْتُ عشيرتي للسِّلم لَمّا رأيتهم تَوَلَّوْا مُدْبِرِينا
بكسر السين، بمعنى: دعوتهم للإسلام لَمّا ارتدوا، وكان ذلك حين ارْتَدَّت كندةُ مع الأشعث بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
ورجَّح (٣/ ٥٩٨ - ٥٩٩) توجيه المعنى إلى الإسلام، وهو القول الأول الذي قاله ابن عباس من طريق العوفي، ومجاهد، وقتادة، والسدي، والضحاك، وابن زيد، وعكرمة، وطاووس، مستندًا إلى الدلالات العقلية بما مفاده الآتي: أنّ الآية في خطاب المؤمنين؛ فإن كانوا المؤمنين بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فلا معنى لأن يُقال لهم: ادخلوا في صلح المؤمنين؛ لأنّ المسالمة إنما يؤمر بها من كان حربًا بترك الحرب. وإن كانوا المؤمنين بِمَن قبل محمد - صلى الله عليه وسلم - فهؤلاء إنّما دعاهم الله إلى الإسلام لا الصلح، بل ولم يؤمر المؤمنون قط بالابتداء بالدخول في المسالمة، وإنّما قيل للنبي أن يجنح للسلم إذا جنحوا لها، أما أن يَبْتَدِئ بها فلا.
وجَمَعَ ابنُ تيمية (١/ ٤٨٧) بين القولين، فقال: «وكلاهما حقٌّ؛ فإنّ الإسلام هو الطاعة».

<<  <  ج: ص:  >  >>