للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في دُبُرِها فليس من المتطهرين (١) [٨١٧]. (٢/ ٥٨٦)

٧٩٦١ - عن عامر الشعبي -من طريق عاصم الأَحْوَل- قال: التّائِب من الذنب كمَن لا ذنبَ له. ثم قرأ: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} (٢). (٢/ ٥٨٨)

٧٩٦٢ - عن عطاء [بن أبي رباح]-من طريق طلحة بن عمرو- في قوله: {إن الله يحب التوابين} من الذنوب، {ويحب المتطهرين} قال: بالماء للصلاة (٣). (٢/ ٥٨٦)

٧٩٦٣ - عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- =

٧٩٦٤ - وجابر بن زيد =

٧٩٦٥ - ومجاهد بن جبر =

٧٩٦٦ - ومقاتل بن حيان -من طريق بُكَيْر بن معروف-، نحو ذلك (٤) [٨١٨]. (ز)


[٨١٧] وجَّه ابنُ عطية (١/ ٥٤٥) قولَ مجاهد بقوله: «كأنه نظر إلى قوله تعالى حكاية عن قوم لوط: {أخْرِجُوهُمْ مِن قَرْيَتِكُمْ إنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [الأعراف: ٨٢]».
[٨١٨] اختُلِف في معنى قوله: {ويحب المتطهرين}؛ فقال بعضهم: هم المتطهرون بالماء. وقال غيرهم: المعنى: من الذنوب، وإتيان النساء في أدبارِهِنَّ. وقال آخرون: المعنى: من الذنوب أن يعودوا فيها بعد التوبة منها.
ورَجَّحَ ابنُ جرير (٣/ ٧٤٤) القولَ الأول الذي قال به عطاء مستندًا إلى الأغلب من اللغة، فقال: «لأنّ ذلك هو الأغلب من ظاهر معانيه، وذلك أنّ الله -تعالى ذِكْرُه- ذَكَر أمر المحيض، فنهاهم عن أمورٍ كانوا يفعلونها في جاهليتهم؛ مِن تَرْكِهم مُساكَنَة الحائض، ومُؤاكلَتها، ومُشارَبَتها، وأشياء غير ذلك مما كان -تعالى ذِكْرُه- يكرهها من عباده. فلما استفتى أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك أوحى الله تعالى إليه في ذلك، فبَيَّن لهم ما يكرهه مِمّا يرضاه ويحبه، وأخبرهم أنّه يُحِبُّ مِن خلقه مَن أناب إلى رضاه ومحبته، تائبًا مما يكرهه. وكان مما بِيَّن لهم من ذلك أنّه قد حَرَّم عليهم إتيان نسائهم وإن طَهُرْن من حيضهنَّ حتى يغتسلن، ثم قال: {ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن} فإن الله يحب المتطهرين، يعني بذلك: المتطهرين من الجنابة والأحداث للصلاة، والمتطهرات بالماء من الحيض، والنفاس، والجنابة، والأحداث من النساء».

<<  <  ج: ص:  >  >>