للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠٧٠٨ - عن الضحاك بن مزاحم، في الآية، قال: مَن أنفق نفقة ثم منَّ بها، أو آذى الذي أعطاه النفقة؛ حَبِط أجره، فضرب الله مثله كمثل صَفْوان عليه تراب، فأصابه وابِل، فلم يَدَعْ من التراب شيئًا، فكذلك يَمْحَقُ الله أجر الذي يُعطِي صدقته ثم يَمُنُّ بها، كما يَمْحَق المطرُ ذلك التراب (١). (٣/ ٢٤٣)

١٠٧٠٩ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط-: {لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} إلى قوله: {على شيء مما كسبوا}، أما الصفوان الذي عليه تراب فأصابه المطر فذهب ترابه فتركه صلدًا، فكذا هذا الذي ينفق ماله رئاء الناس، ذهب الرياء بنفقته، كما ذهب هذا المطر بتراب هذا الصفا، فتركه نقِيًّا، فكذلك ترَكَه الرياءُ لا يقدر على شيء مما قدَّم؛ فقال للمؤمنين: {لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} فتبطُل كما بطلت صدقة الرياء (٢). (٣/ ٢٤٢)

١٠٧١٠ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-: {لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى} إلى قوله: {والله لا يهدي القوم الكافرين}، هذا مَثَلٌ ضربه الله لأعمال الكافرين يوم القيامة، يقول: لا يقدرون على شيء مما كسبوا يومئذ، كما ترك هذا المطر الصفا نقيًّا لا شيء عليه (٣). (ز)

١٠٧١١ - قال مقاتل بن سليمان: {يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى}، يقول: يمُنُّ بها، فإن ذلك أذًى لصاحبها، وكلُّ صدقة يمُنُّ بها صاحبها على المُعْطى فإنّ المنَّ يُبطِلُها، فضرب الله - عز وجل -[مثلًا] لذلك: {كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله}. يقول: ولا يُصدِّق بأنه واحد لا شريك له {واليوم الآخر} يقول: ولا


(١) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٢) أخرجه ابن جرير ٤/ ٦٥٨، وابن أبي حاتم ٢/ ٥١٧ مختصرًا.
(٣) أخرجه ابن جرير ٤/ ٦٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>