للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأرض} يعني: التجارة، {يحسبهم الجاهل} بأمرهم (١). (٣/ ٣٣٦)

١١٠٨١ - قال مقاتل بن سليمان: ثم بيَّن على من يُنفَق، فقال: النفقة {للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله} يقول: حُبِسوا. نظيرها: {فإن أحصرتم} [البقرة: ١٩٦]، يعني: حُبِستم، وأيضًا: {وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا} [الإسراء: ٨]، يعني: محبسًا، {الذين أحصروا} حَبَسوا أنفسهم بالمدينة في طاعة الله - عز وجل -، فهم أصحاب الصُّفَّة ... منهم ابن مسعود، وأبو هريرة، والموالي أربعمائة رجل، لا أموال لهم بالمدينة، فإذا كان الليل آوَوْا إلى صُفَّة المسجد، فأمر الله - عز وجل - بالنفقة عليهم، {لا يستطيعون ضربا في الأرض} يعني: سيرًا، كقوله سبحانه: {وإذا ضربتم في الأرض} [النساء: ١٠١]، يعني: إذا سرتم في الأرض، يعني التجارة (٢). (ز)

١١٠٨٢ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: {للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله}، قال: كانت الأرض كلُّها كفرًا؛ لا يستطيع أحد أن يخرج يبتغي من فضل الله، إذا خَرَج خَرَج في كُفْر (٣) [١٠٥٢]. (٣/ ٣٣٦)


[١٠٥٢] ذَهَبَ ابنُ جرير (٥/ ٢٤) إلى ما ذهب إليه قتادة، وابن زيد، فقال: «يعني -تعالى ذِكْرُه- بذلك: الذين جعلهم جهادُهم عدوَّهم يَحْصُرُونَ أنفسَهم، فيحبسونها عن التصرُّف، فلا يستطيعون تصرُّفًا».
وعلَّقَ ابنُ عطية (٢/ ٨٨) على تأويل ابن جرير، بقوله: «هذا مُتَّجِهٌ، كأن هذه الأعذار أحصرتهم، أي: جعلتهم ذوي حصر، كما قالوا: قَبَرَه: أدخله في قبره، وأقبره: جعله ذا قبر. فالعدو وكُلُّ محيط يُحصِر، والأعذار المانعة تُحصِر -بضم التاء وكسر الصاد-، أي: تجعل المرء كالمحاط به».

<<  <  ج: ص:  >  >>