للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١٠٨٨ - قال الضحاك بن مزاحم: صفرة ألوانهم من الجوع والضُرِّ (١). (ز)

١١٠٨٩ - عن إسماعيل السُّدِّي -من طريق أسباط- قوله: {تعرفهم بسيماهم} للفقر عليهم (٢). (ز)

١١٠٩٠ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- {تعرفهم بسيماهم}، يقول: تعرفُ في وجوههم الجَهْدَ (٣) من الحاجة (٤). (٣/ ٣٣٧)

١١٠٩١ - قال مقاتل بن سليمان: {تعرفهم بسيماهم}، يعني: بسِيما الفقر عليهم لتركهم المسألة (٥). (ز)

١١٠٩٢ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- {تعرفهم بسيماهم}، قال: رَثاثَة ثيابهم (٦)، والجوع خفيٌّ على الناس، ولم تستطع الثياب التي يخرجون فيها تخفى على الناس (٧) [١٠٥٤]. (٣/ ٣٣٧)


[١٠٥٤] ذَهَبَ ابنُ جرير (٥/ ٢٩) إلى جواز أن يكون المراد بـ {سيماهم} جميعَ ما ذُكِر، فقال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يُقال: إنّ الله - عز وجل - أخبر نبيه - صلى الله عليه وسلم - أنه يعرفهم بعلاماتهم، وآثار الحاجة فيهم، وإنما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُدْرِك تلك العلامات والآثار منهم عند المشاهدة بِالعِيان، فيعرفهم وأصحابُه بها، كما يُدْرَكُ المريضُ فيُعْلَمُ أنه مريض بالمُعايَنَة. وقد يجوز أن تكون تلك السِّيما كانت تَخَشُّعًا منهم، وأن تكون كانت أثَرَ الحاجَةِ والضُّرِّ، وأن تكون كانت رَثاثَةَ الثياب، وأن تكون كانت جميع ذلك، وإنما تُدْرَكُ علامات الحاجة وآثارُ الضر في الإنسان، ويُعْلَمُ أنها من الحاجة والضر بالمُعايَنَةِ دون الوَصْفِ، وذلك أنّ المريض قد يصير به في بعض أحوال مرضه من المرض نَظَيرُ آثار المَجْهُودِ من الفاقَةِ والحاجَةِ، وقد يَلْبَسُ الغني ذو المال الكثير الثيابَ الرَّثَّةَ، فَيَتَزَيّا بِزِيِّ أهل الحاجة، فلا يكون في شيء من ذلك دَلالَةٌ بالصِّفَةِ على أن الموصوف به مُخْتَلٌّ ذو فاقَةٍ، وإنما يدرك ذلك عند المُعايَنَةِ بِسِيماهُ، كما وصفهم الله به، نَظِيرَ ما يُعْرَفُ أنه مريض عند المُعايَنَةِ دونَ وصفه بصفته».
وإلى مثله ذَهَبَ ابن كثير (٢/ ٤٧٨) فقال: «وقوله: {تعرفهم بسيماهم} أي: بما يظهر لذوي الألباب من صفاتهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>