أُوقِيَّةٌ (١) أو عَدْلُها؛ فقد سأل إلحافًا» (٢). (٣/ ٣٣٨)
١١١٠٣ - عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن سأل وله قيمةُ وُقِيَّة (٣) فهو مُلْحِف» (٤). (ز)
١١١٠٤ - عن قتادة -من طريق سعيد- قوله:{لا يسألون الناس إلحافا} ذُكِرَ لنا: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول:«إنّ الله يُحِبُّ الحليم الحَيِيَّ الغَنِيَّ المُتَعَفِّف، ويُبْغِض الفاحش البذيء السائل المُلْحِف». قال: وذُكِرَ لنا: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول:«إن الله كره لكم ثلاثًا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال، فإذا شئت رأيته في قيل وقال يومه أجمع، وصدرَ ليلته حتى يُلقى جيفةً على رأسه، لا يَجعَلُ اللهُ له من نهارِه ولا ليلتِه نصيبًا، وإذا شئتَ رأيتَه ذا مال في شهوته ولَذّاته وملاعبه ويَعْدِلُه عن حق الله، فذلك إضاعة المال، وإذا شئتَ رأيتَه باسطًا ذراعيه يسألُ الناسَ في كفَّيْه، فإذا أُعْطِيَ أفرَط في مدحهم، وإن مُنِعَ أفرَط في ذمِّهم»(٥)[١٠٥٦]. (٣/ ٣٥٧)
١١١٠٥ - عن أبي سعيد الخدري، أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَن استغنى أغناه الله، ومَن استعفف
[١٠٥٦] قال ابنُ جرير (٥/ ٢٩ - ٣٠) مبينًا المراد بـ {إلحافًا} في قوله تعالى: {لا يَسْأَلُونَ النّاسَ إلْحافًا}: «يعني -جلّ ثناؤه- بذلك: لا يسألون الناس إلحاحًا. يُقالُ: قد ألْحَفَ السائل في مسألته إذا ألَحَّ، فهو يُلْحِفُ فيها إلْحافًا».وذهبَ (٥/ ٣١) إلى أنّ المعنى: أنّه لا يقعُ منهم سؤالٌ أصلًا؛ لظاهرِ لفظِ الآية، حيث وصفهم الله تعالى بالتّعفّف، والمُتعفّفُ لا يسألُ، ولدلالة العقل؛ إذْ لو كان السؤال من حالهم لم تكن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - حاجةٌ إلى معرفتهم بالأدلة والعلامات؛ إذ كانت مسألتهم الظاهرةُ تُنبِئُ عن حالهم وأمرهم، ثم استشهدَ عليه بأثر أبي هريرة، والسّدّيّ، وقتادة، وابن زيد.