حُجَّةُ الرَّبِّ، وعِصْمَةُ العبادِ، ودفعُ الخصومِ والباطلِ، ليس لها تصريفٌ ولا تحريفٌ عَمّا وُضِعَتْ عليه، {وأخر متشابهات} في الصِّدق، لَهُنَّ تصريفٌ وتحريفٌ وتأويلٌ، ابتلى اللهُ فيهِنَّ العبادَ كما ابتلاهم في الحلال والحرام، لا يُصْرَفْنَ إلى الباطل، ولا يُحَرَّفْنَ عن الحقِّ (١)[١١٠٦]. (٣/ ٤٤٩)
١١٩٤٣ - قال محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-: {منه آيات محكمات}، فهُنَّ حُجَّةُ الرَّبِّ، وعِصْمَةُ العباد، ودَمْغُ الخصومِ والباطلِ، ليس لَهُنَّ تصريفٌ ولا تحريفٌ عما وُضِعْنَ عليه (٢). (ز)
١١٩٤٤ - قال مقاتل بن سليمان: ثُمَّ قال سبحانه: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات}، يُعْمَل بِهِنَّ، وهُنَّ الآيات التي في الأنعام [١٥١ - ١٥٣] قوله سبحانه: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا} إلى ثلاث آيات آخرهن: {لعلكم تتقون}(٣). (ز)
١١٩٤٥ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- وقرأ:{الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير}[هود: ١]، قال: وذَكَرَ حديثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أربع وعشرين آية منها، وحديثَ نوح في أربع وعشرين آية منها، ثُمَّ قال:{تلك من أنباء الغيب}[هود: ٤٩]، ثم ذَكَر:{وإلى عاد}[هود: ٥٠] فقرأ حتى بلغ: {استغفروا ربكم}[هود: ٥٢]، ثُمَّ مَضى، ثُمَّ ذَكَر صالحًا وإبراهيم ولوطًا وشعيبًا، وفرغ من ذلك، وهذا يقينٌ، ذلك يقينٌ أُحْكِمَت آياته ثُمَّ فُصِّلَتْ. قال: والمتشابهُ ذِكْرُ موسى في أمْكِنَةٍ كثيرة، وهو متشابه، وهو كُلُّه معنًى واحد ومتشابه:{فاسلك فيها}[المؤمنون: ٢٧]، {احمل فيها}[هود: ٤٠]. {اسلك يدك}[القصص: ٣٢]، {وأدخل يدك}[النمل: ١٢]. {حية تسعى}[طه: ٢٠]، {ثعبان مبين}[الأعراف: ١٠٧، والشعراء: ٣٢]. قال: ثم ذكر هودًا في عشر آيات منها، وصالحًا في ثماني آيات منها، وإبراهيم في ثماني آيات أخرى، ولوطًا في ثماني آيات منها، وشعيبًا في ثلاث عشرة آية، وموسى في أربع آيات، كل هذا يقضي بين الأنبياء وبين قومهم في هذه السورة، فانتهى ذلك إلى مائة آية من سورة
[١١٠٦] رجَّح ابنُ عطية (٢/ ١٥٧)، وابنُ كثير (٣/ ٩) قولَ ابن الزبير من طريق ابن إسحاق، وقال ابنُ عطية: «وهذا أحسن الأقوال في هذه الآية». ولم يذكرا مستندًا.