وغداة قاع القرنتين أتينهم زجلًا يلوح خلالها التّسويم". [١١٣٤] اختلف المفسرون في معنى {المسومة}؛ فذهب قوم إلى أنها: الراعية. وذهب قوم إلى أنها: المُعَدّة للجهاد. وقال آخرون بأنها: الحِسان. وقال غيرهم بأنها: المُعْلَمة. وهو ما رجَّحه ابنُ جرير (٥/ ٢٦٥) مستنًدا إلى اللغة، فقال: "أوْلى هذه الأقوال بالصواب في تأويل قوله: {والخيل المسومة}: المُعْلمة بالشِّياتِ الحِسانِ الرائعة حُسنًا مَن رآها؛ لأنّ التسويم في كلام العرب هو الإعلام، فالخيل الحسان مُعْلمة بإعلام الله إيّاها بالحسن من ألوانها وشياتها وهيئاتها، وهي المُطَهَّمة أيضًا، ومن ذلك قول نابغة بني ذبيان في صفة الخيل: بسمر كالقداح مسومات ... عليها معشر أشباه جن يعني بالمسومات: المعلمات، وقول لبيد: وغداة قاع القرنتين أتينهم ... زجلًا يلوح خلالها التسويم". ثُمَّ جَمَع (٥/ ٢٦٥) بين تفسير المسومَة بالمُعْلَمَة، والمطهّمة، والرائعة، فقال: «فمعنى تأويل مَن تأوّل ذلك: المطهّمة، والمعْلَمة، والرائعة؛ واحدٌ».