للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٢٣٤٤) رواية، يليه ابن جريج (ت: ١٥٠ هـ) الذي بلغت مروياته عن مجاهد في الموسوعة (٣٦٦) أثرًا.

٥ - كتابته للتفسير: وتقدم ما عرف عنه من حرصه على التدوين عند مساءلته لشيخه، وهكذا كان تلاميذه يكتبون عنه، قال عبيد المُكتب: "رأيتهم يكتبون التفسير عند مجاهد" (١)، ومن هنا اشتهر عن مجاهد أن له كتابًا في التفسير.

٦ - اشتغاله بالإقراء والقراءات: فقد كان رحمه اللَّه مقرئ أهل مكة، قرأ عليه: ابن كثير، وابن محيصن المكيَّان، كما قرأ عليه أبو عمرو البصري، وغيرهم (٢). ولا شك أن للتضلع في علم القراءات أثرًا في فهم القرآن وتفسيره، وقد كان مجاهد مدركًا لذلك، فكان يتأسف على أنه لم يقرأ بقراءة ابن مسعود حتى تفيده في فهم الآيات، وفي ذلك يقول رحمه اللَّه: "لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود لم أحتج أن أسأل ابن عباس عن كثير من القرآن مما سألت" (٣).

٧ - عدم دخوله في الفتن: كما حصل لبعض أقرانه كسعيد بن جبير، لذا لم يعرف عنه أنه شارك في نحو ذلك أو دعا إليه، بل ورد عمه خلافه، وحريّ بالعالم إذا سلِم من الفتن أن يتصدى للعلم ويتصدر للتعليم، ويقبل عليه الناس دونما عوائق، كما كان مجاهد رحمه اللَّه.

٨ - تأخر وفاته: حيث طال به العمر حتى بلغ ٨٣ سنة، وتوفي بمكة وهو ساجد عام ١٠٢ هـ، وقيل: ١٠٤ هـ (٤)، وقيل غير ذلك. ولا شك أن لطول العمر أثرًا فى أن يأخذ عنه عدد كبير من التلاميذ، وأن يدركه الأصاغر فضلًا عن الأكابر.


(١) أخرجه الدارمي في سننه ١/ ٤٣٩.
(٢) سير أعلام النبلاء ٤/ ٤٥٠.
(٣) أخرجه الترمذي في سننه ٥/ ٢٠٠ (٤٣٩).
(٤) وقد اعتمدت الموسوعة وفاته عام ١٠٢ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>