للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِن عملٍ، فقال: {إن كنتم تحبون الله} الآية. فكان اتِّباعُ محمد - صلى الله عليه وسلم - تصديقًا لقولهم (١). (٣/ ٥٠٩)

١٢٥٣٤ - عن يحيى بن أبي كثير، قال: قالوا: إنّا لَنُحِبُّ ربَّنا. فامْتُحِنُوا؛ فأنزل الله: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} (٢). (٣/ ٥٠٩)

١٢٥٣٥ - قال مقاتل بن سليمان: لَمّا دعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - كعبًا وأصحابه إلى الإسلام قالوا: نحنُ أبناءُ اللهِ وأحِبّاؤُه، ولَنَحْنُ أشدُّ حُبًّا لله مِمّا تدعونا إليه. فقال الله - عز وجل - لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم -: {قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} (٣). (ز)

١٢٥٣٦ - قال عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج-: زعم أقوامٌ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّهم يُحِبُّون اللهَ، فقالوا: يا محمد، إنّا نُحِبُّ ربَّنا. فأنزل الله تعالى هذه الآية (٤) [١١٥٧]. (ز)


[١١٥٧] رَجَّح ابنُ جرير (٥/ ٣٢٧) مستندًا إلى السياق قولَ محمد بن جعفر بن الزبير: بأنّ الله أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقول هذا القولَ لنصارى نَجْران، حيث إنّه لم يَجْرِ ذِكْرٌ لغيرهم في هذه السورة، فـ «ما قَبْلَ هذه الآية مِن مُبْتَدأ هذه السورة وما بعدها خبرٌ عنهم، واحتجاجٌ مِن الله لنبيِّه محمد - صلى الله عليه وسلم -، ودليلٌ على بُطولِ قولهم في المسيح، فالواجبُ أن تكون هي أيضًا مصروفةَ المعنى إلى نحو ما قبلها، ومعنى ما بعدها».
ثُمَّ انتَقَدَ (٥/ ٣٢٦) قولَ الحسن لعدم الخبر الدّالِّ على صِحَّته، فقال: «وأما ما روى الحسنُ في ذلك مِمّا قد ذكرناه؛ فلا خبر به عندنا يصحُّ، فيجوز أن يُقال: إنّ ذلك كذلك، وإن لم يكن في السورة دلالة على أنه كما قال». غير أنّه ذَكَرَ لقول الحسن وِجْهَةً يمكن أن يُحْمَل عليها، فقال: «إلا أن يكون الحسنُ أراد بالقوم الذين ذَكَر أنهم قالوا ذلك على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفْدَ نَجْران مِن النصارى، فيكون ذلك مِن قوله نظيرَ إخبارنا».
وزاد ابنُ عطية (٢/ ١٩٦) احتمالًا آخر، وهو: «أن تكون الآيةُ عامَّةً لأهل الكتاب اليهود والنصارى؛ لأنهم كانوا يدَّعون أنهم يحبُّون الله ويحبُّهم، ألا ترى أنّ جميعهم قالوا: {نَحْنُ أبْناءُ اللَّهِ وأَحِبّاؤُهُ} [المائدة: ١٨]».

<<  <  ج: ص:  >  >>