للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصاحة والبلاغة، رأسًا في الأيد والشجاعة" (١). كما كان رحمه اللَّه مقرئا فذًّا رأسًا في الإقراء.

وتفسير الحسن يبلغ الذروة من حسن البيان وقوة التأثير، وقد تناقله أهل العلم فيما بينهم، حتى وصلتنا آثاره فبلغت في الموسوعة (٣٢٧٢) أثرًا، ولعل من أهم أسباب تقدمه وبلوغه هذه المرتبة (٢) مما يلي:

١ - فصاحته، وحسن تعبيره، وقوة تأثيره في الأسماع: ولا شك أن مثل تلك المواعظ أدعى لانتشارها وشيوعها وحرص الناس على سماعها وتناقلها، ومن هنا كانت أقوال الحسن مصادر لكتب في عدة فنون كالزهد واللغة والأدب وغيرها.

٢ - تصدره للتعليم، وحرصه على نشره، وتصديه للتفسير والوعظ، والتذكير بين العامه: ولا شك أن مثل ذلك أدعى للتناقل والانتشار.

٣ - حرصه على كتابة العلم: ومن هنا جاء عنه "أنه كان لا يرى بكتاب العلم بأسًا، وقد كان أملى التفسير فَكُتِب" (٣).

٤ - قوة الاستنباط والاجتهاد في التفسير: وهذا ظاهر من استطراده فى تفسير الآية واتخاذها سبيلًا للوعظ والترهيب والترغيب.

٥ - تفننه في مختلف العلوم والفنون: فهو المقرئ والفقيه والمفسر والعالم بلغة العرب وغريبها، ولا شك أن الجامع لهذه العلوم أقدر على الاجتهاد والاستنباط، خصوصًا إذا جمع مع ذلك الفصاحة والتعبير المؤثر.

٦ - البعد عن الفتن: حيث عاصر كثيرًا من الفتن التي عصفت بالأمة، خصوصًا فتنة ابن الأشعث التي خرج فيها عامة قراء الكوفة والبصرة وعلمائهما، لكنه نهى عن ذلك، وإن كان أُجبِر على الخروج بعد ذلك لكنه تمكن أن ينجو منهم، ومن هنا بقي في موضعه يعلم ويدعو ويعظ، بينما سقط كثير ممن خرج في الفتنة أو تخفى وطورد.

٧ - طول عمره: حيث توفي عام ١١٠ هـ وله ٨٨ سنة، أمضاها في تعليم الناس وإرشادهم.

٨ - تداعي كبار نقلة التفسير وغيرهم على نقل تفسيره وحِكَمِه: يأتي على رأسهم


(١) تاريخ الإسلام ٣/ ٢٦.
(٢) ينظر: تفسير التابعين ١/ ٢٢٠.
(٣) جامع بيان العلم وفضله ١/ ٣٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>