كتاب الله ورسالاته إلى قومهم، وأخذ عليهم فيما بلغتهم رسلهم أن يؤمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، ويُصَدِّقوه، وينصروه (١). (٣/ ٦٤٧)
١٣٥٥١ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في الآية، قال: لم يبعث الله نبيًّا قط من لدن نوح إلا أخذ الله ميثاقه؛ ليؤمنن بمحمد ولينصرنه إن خرج وهو حي، والأخذ على قومه أن يؤمنوا به وينصروه إن خرج وهم أحياء (٢). (٣/ ٦٤٨)
١٣٥٥٢ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط بن نصر- قوله:{لما آتيتكم}: يقول لليهود: أخذت ميثاق النبيين بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وهو الذي ذكر في الكتاب عندكم (٣)[١٢٦٨]. (ز)
١٣٥٥٣ - عن عطاء الخراساني -من طريق ابنه عثمان- يعني قوله:{ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم}، قال: أخذ ميثاق أهل الكتاب لئن جاءهم رسول مصدق بكتبهم التي عندهم التي جاء بها الأنبياء ليؤمنن به ولينصرنه، فأقروا بذلك، وأشهدوا الله على أنفسهم، فلما جاءهم محمد - صلى الله عليه وسلم - صدق بكتبهم الأنبياء التي كانت قبله، {فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون}(٤). (ز)
١٣٥٥٤ - قال مقاتل بن سليمان:{وإذ أخذ الله ميثاق النبيين} على أن يعبدوا الله، ويبلغوا الرسالة إلى قومهم، ويدعوا الناس إلى دين الله - عز وجل -، فبعث الله موسى ومعه التوراة إلى بني إسرائيل، فكان موسى أول رسول بعث إلى بني إسرائيل، وفى التوراة بيان أمر محمد - صلى الله عليه وسلم -، فأقروا به، {لمآ} يعني: للذي {آتيتكم} يعني: بني إسرائيل {من كتاب} يعني: التوراة، {وحكمة} يعني: ما فيها من الحلال والحرام، {ثم جاءكم} يعني: بني إسرائيل {رسول} يعني: محمدًا - صلى الله عليه وسلم - {مصدق لما معكم} يعني:
[١٢٦٨] ذكر ابنُ جرير (٥/ ٥٤٥) أن تأويل الآية على قول السدي يكون: واذكروا -يا معشر أهل الكتاب- إذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم أيها اليهود من كتاب وحكمة، وانتقده مستندًا إلى اللغة، فقال: «وهذا الذي قاله السدي كان تأويلًا لا وجه غيره لو كان التنزيل: بما آتيتكم، ولكن التنزيل باللام {لما آتيتكم}، وغير جائز في لغة أحد من العرب أن يقال: أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم، بمعنى: بما آتيتكم».