للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للنبي - صلى الله عليه وسلم -: نزلت التوراة بتحريم الذي حَرَّم إسرائيل. فقال الله لمحمد - صلى الله عليه وسلم -: {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين}، وكذبوا، ليس في التوراة، وإنما لم يحرم ذلك إلا تغليظًا لمعصية بني إسرائيل بعد نزول التوراة، {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين}. وقالت اليهود لمحمد - صلى الله عليه وسلم -: كان موسى يهوديًّا على ديننا، وجاءنا في التوراة تحريم الشحوم وذي الظفر والسبت. فقال محمد - صلى الله عليه وسلم -: «كذبتم، لم يكن موسى يهوديًّا، وليس في التوراة إلا الإسلام». يقول الله: {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين}، أفيه ذلك؟ وما جاءهم بها أنبياؤهم بعد موسى، فنزلت في الألواح جملة (١). (٣/ ٦٦٩)

١٣٧٠٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في الآية، قال: حَرَّم على نفسه العروق، وذلك أنه كان يشتكي عِرْق النَّسا (٢)، فكان لا ينام الليل، فقال: واللهِ، لئن عافاني الله منه لا يأكله لي ولد. وليس مكتوبًا في التوراة، وسأل محمد - صلى الله عليه وسلم - نفرًا من أهل الكتاب، فقال: «ما شأن هذا حرامًا؟». فقالوا: هو حرام علينا من قِبَل الكتاب. فقال الله: {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل} إلى {إن كنتم صادقين} (٣). (٣/ ٦٦٧)

١٣٧٠٨ - قال أبو رَوْق =

١٣٧٠٩ - ومحمد بن السائب الكلبي: كان هذا حين قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أنا على مِلَّة إبراهيم». فقالت اليهود: كيف، وأنت تأكل لحوم الإبل وألبانها؟! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كان ذلك حلالًا لإبراهيم؛ فنحن نُحِلُّه». فقالت اليهود: كل ما نحرمه اليوم كان ذلك حرامًا على نوح وإبراهيم حتى انتهى إلينا. فأنزل الله تعالى تكذيبًا لهم: {كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلا لِّبنى إسرائيل} (٤). (ز)


(١) أخرجه ابن جرير ٥/ ٥٨٠ - ٥٨١، وابن المنذر ١/ ٢٩٢ - ٢٩٣ (٧٠٨) واللفظ له، وابن أبي حاتم ٣/ ٧٠٦ (٣٨٢٣).
إسناده منقطع؛ ابن جريج لم يدرك ابن عباس، فقد ولد سنة ٨٠ هـ -كما في السير ٦/ ٣٣٤ - ، وتوفي ابن عباس سنة ٦٨ هـ، بل لم يثبت أنه لقي أحدًا من الصحابة -كما في التقريب ص ٨٢ - .
(٢) النَّسا -بالفتح، مقصور، بوزن العصا-: عِرْق يخرج من الوَرِك إلى الكعب. لسان العرب (نسا).
(٣) أخرجه ابن جرير ٥/ ٥٨٠ واللفظ له، وابن أبي حاتم ٣/ ٧٠٦ (٣٨٢٢)، عن محمد بن سعد العوفي، عن أبيه، عن عمه الحسين بن الحسن، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس.
وهذا إسناد ضعيف جدًّا، مسلسل بالضعفاء، لكنها صحيفة صالحة ما لم تأت بمنكر أو مخالفة. وينظر: مقدمة الموسوعة.
(٤) أورده الواحدي في أسباب النزول ص ١١٥، والثعلبي ٣/ ١١٢.
من مرسل أبي رَوْق وهو من صغار التابعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>