للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢ - تدوينه للعلم وتصنيفه في التفسير، كما تقدم.

٣ - اعتناء تلاميذه بالرواية عنه، خصوصًا محمد بن ثور الصنعاني (ت: ١٩٠ هـ)، وحجاج بن محمد المصيصي (ت: ٢٠٦ هـ) (١). قال أبو يعلى الخليلي: "وعن ابن جريج في التفسير، جماعة رووا عنه، وأطولها ما يرويه بكر بن سهل الدمياطي، عن عبد الغني بن سعيد، عن موسى بن محمد، عن ابن جريج، وفيه نظر، وروى محمد بن ثور، عن ابن جريج نحو ثلاثة أجزاء كبار، وذلك صححوه، وروى الحجاج بن محمد، عن ابن جريج نحو جزء، وذلك صحيح، متفق عليه" (٢).

٤ - اعتناء نقلة التفسير بنقل تفسيره: يأتي على رأسهم ابن المنذر كما تقدم.

ومع تقدم ابن جريج في التفسير لكن لم تبلغ آثار تفسيره الاجتهادي في الموسوعة مبلغ الطبقة الأولى والثانية في المرويات، ولعل لذلك أسبابًا من أبرزهما:

١ - كثرة اشتغاله بالرواية خصوصًا عن مجاهد وعطاء بن أبي رباح، كما تقدم.

٢ - اشتغاله بالفتوى والفقه والحديث، وعدم تفرغه للتفسير، فقد كان رحمه اللَّه إمامًا في الفقه (٣) والحديث (٤)، ولا شك أن من كان كذلك كان إنتاجه التفسيري أقل.

٣ - فقدان أكبر مصدر لتفسير ابن جريج وهو تفسير ابن المنذر الذي لم يطبع منه إِلَّا قطعة يسيرة.

* * *


(١) ينظر: تفسير أتباع التابعين: عرض ودراسة ص ١٠٣.
(٢) الإرشاد ١/ ٣٩٢.
(٣) قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٦/ ٣٣٢: "وعليه تفقه مسلم بن خالد الزنجي، وتفقه بالزنجي الإمام أبو عبد اللَّه الشافعي، وكان الشافعي بصيرًا بعلم ابن جريج، عالمًا بدقائقه".
(٤) فقد قال علي بن المديني: "نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة"، فذكرهم، ثم قال: "صار علمهم إلى أصحاب الأصناف ممن صنَّف العلم، منهم من أهل مكة ابن جريج". ينظر: سير أعلام النبلاء ٦/ ٣٢٨ - ٣٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>