للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أصحاب ابن عباس كمجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير في التفسير رواية ودراية، من ذلك (١):

١ - اشتغاله بالفقه والفتوى والحديث، أكثر من التفسير، خصوصًا ما يتعلق بأحكام الحج والمناسك، وهذا ما شهد به أهل العلم، قال ربيعة الرأي: "فاق عطاء أهل مكة في الفتوى" (٢)، وقال الأوزاعي وهو يعدِّد ما تميز به التابعون: "ذهب عطاء بالمناسك" (٣)، بل ورد عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر قوله: "ما بقي على ظهر الأرض أحد أعلم بمناسك الحج من عطاء" (٤). والناظر في آثار تفسير عطاء يجد أن أغلبها يدور حول آيات الأحكام، لا سيما المناسك.

٢ - تحرّجه من التفسير برأيه: من ذلك ما جاء عن أقرب تلاميذه إليه وهو ابن جريج حيث قال: كنت أسأل عطاء عن كل شيء يعجبني، فلما سألته عن البقرة وآل عمران قال: "أعفني عن هذا" (٥).

٣ - عدم تصدره لمجالس العلم وقلة تلاميذه: فعن أبي بكر بن عياش أن عطاء كان لا يتكلم حتى يسأل (٦)، وعن إسماعيل بن أمية، قال: "كان عطاء يطيل الصمت، فإذا تكلم، يُخيَّل لنا أنه يُؤيَّد" (٧). وعن الأوزاعي قال: "كان عطاء أرضى الخاس عند الخاس، وما كان يشهد مجلسه إِلا سبعة أو ثمانية" (٨)،


= إذا أُطلق عطاء فإنما يُراد به ابن أبي رباح، لكن وجدنا بعض الآثار التي أطلق فيها عطاء وتبين أن المراد عطاء الخراساني، مما حدا بنا إلى عزو هذه الآثار إلى عطاء مهملًا كما في الأصل. من ذلك: ما عزاه السيوطي في الدر ٨/ ٣٨٦، إلى أبي الشيخ عن عطاء في قوله تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ}. قال: "هم الكرامُ الكاتبون؛ حفظةٌ من اللَّه على بني آدم أمروا به". وهو موجود بنصه في تفسير عطاء الخراساني الذي أخرجه أبو جعفر الرملي في جزئه ص ١١٢، وينظر أيضًا: الدر المنثور ١١/ ١٧٣، يقابله تفسير ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٩١. كذلك أيضًا: الدر المنثور ١١/ ١٨١، يقابله تفسير ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٩٨. ومثله في تفسير الثعلبي ١٠/ ١٣٥ يقابله في حلية الأولياء ٥/ ٢٠٠.
ومما يجدر ذكره أن ما تأكدنا منه أنه لأحدهما أثبتنا تمييزه بين معقوفين للدلالة على أنه ليس فى المصدر.
(١) ينظر: تفسير أتباع التابعين ص ٢٩٦.
(٢) تهذيب الكمال ٢٠/ ٧٨.
(٣) تهذيب الكمال ٢٠/ ٧٨.
(٤) طبقات ابن سعد ٢/ ٣٨٦.
(٥) تهذيب الكمال ٢٠/ ١١٦.
(٦) طبقات ابن سعد ٢/ ٣٧٥.
(٧) تهذيب الكمال ٢٠/ ٧٩.
(٨) تاريخ دمشق لابن عساكر ٤٠/ ٣٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>