أولياءه}، يعني: المشركين يخوفهم المسلمين، وذلك يوم بدر (١). (ز)
١٥٥٢٤ - عن إبراهيم النخعي -من طريق مغيرة- في الآية، قال: يخوف الناس أولياءه (٢). (٤/ ١٥٠)
١٥٥٢٥ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه}، قال: يخوف المؤمنين بالكفار (٣). (٤/ ١٤٩)
١٥٥٢٦ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجيح- {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه}، يقول: يخوفكم بأوليائه، وأولياؤه: الشياطين، يخوفكم بالفقر (٤). (ز)
١٥٥٢٧ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق زيد بن حازم- في الآية، قال: تفسيرها: يخوفكم بأوليائه (٥). (٤/ ١٥٠)
١٥٥٢٨ - عن أبي مالك غَزْوان الغفاري -من طريق حصين- {يخوف أولياءه}، قال: يُعَظِّم أولياءه في أعينكم (٦). (٤/ ١٥٠)
١٥٥٢٩ - عن الحسن البصري -من طريق عَبّاد بن منصور- في الآية، قال: إنما كان ذلك تخويف الشيطان، ولا يخاف الشيطان إلا ولي الشيطان (٧). (٤/ ١٥٠)
١٥٥٣٠ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله:{إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} يُخَوِّفُ والله المؤمن بالكافر، ويُرهبُ المؤمن بالكافر (٨). (ز)
١٥٥٣١ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: ذكر أمر المشركين وعظمهم في أعين المنافقين، فقال:{إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه}، يقول: يُعَظِّم أولياءه في صدوركم فتخافونهم (٩). [١٤٧٣](ز)
[١٤٧٣] رجَّح ابن تيمية (٢/ ١٧٧) مستندًا إلى أحوال النزول، ولفظ الآية، قول ابن عباس من طريق العوفي، ومجاهد، وقتادة من طريق سعيد، وسالم الأفطس من طريق عتاب بن بشير مولى قريش، وابن إسحاق من طريق سلمة، بأن معنى: {إنَّما ذَلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أوْلِياءَهُ} أي: يخوفكم أولياءه، وبيَّن علَّة ذلك، فقال: «لأن الآية إنما نزلت بسبب تخويفهم من الكفار. قال الله تعالى: {الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إيمانًا وقالُوا حَسْبُنا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ} [آل عمران: ١٧٣]، إلى أن قال: {إنَّما ذَلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أوْلِياءَهُ}، ثم قال: {فَلا تَخافُوهُمْ وخافُونِ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. فإنما نزلت فيمن خوَّف المؤمنين مِن الناس، وقد قال تعالى: {يُخَوِّفُ أوْلِياءَهُ}، ثم قال: {فَلا تَخافُوهُمْ وخافُونِ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. والضمير عائد إلى أوليائه الذين قيل فيهم: {فاخشَوهُم}»، وبيَّن ابن تيمية أن قول من قال بأن المعنى: يخوف أولياءه المنافقين، وهو قول الحسن من طريق عباد بن منصور، والسدي من طريق أسباط، قول صحيح من حيث المعنى؛ لأن الشيطان سلطانه على أعدائه، فهو يدخل المخاوف عليهم دائمًا، أو أن قائليه أرادوا المفعول الأول؛ أي: يخوف المنافقين أولياءه، لكنه انتقد (٢/ ١٧٣، ١٧٤ بتصرف) تفسير الآية به مستندًا إلى لغة العرب، ودلالة ألفاظ الآية وسياقها، ذلك أنه لو أريد أنه يجعل أولياءه خائفين لم يكن للضمير ما يعود عليه؛ وهو قوله: {فَلا تَخافُوهُمْ}، واستدل بسياق الآية ودلالة ألفاظها على أن الشيطان يجعل أولياءه مخوِّفين، ويجعل ناسًا خائفين منهم، وإذا جعلهم مخوِّفين فإنما يخافهم مَن خوّفه الشيطان منهم. وبأن الشيطان يَعِدُ أولياءَه ويمنِّيهم، كما قال تعالى: {وإذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أعْمالَهُمْ وقالَ لا غالِبَ لَكُمُ اليَوْمَ مِنَ النّاسِ} [الأنفال: ٤٨] الآية، وقال: {يَعِدُهُمْ ويُمَنِّيهِمْ وما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إلا غُرُورًا} [النساء: ١٢٠].