للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتتقوا} الآية، قال: أمر الله المؤمنين أن يصبروا على من آذاهم، زعم أنهم كانوا يقولون: يا أصحاب محمد، لستم على شيء، نحن أولى بالله منكم، أنتم ضُلّال. فأُمروا أن يمضوا ويصبروا (١). (٤/ ١٦٦)

١٥٧٠٢ - قال عطاء، في قوله: {فإن ذلك من عزم الأمور}: من حقيقة الإيمان (٢). (ز)

١٥٧٠٣ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق إسماعيل بن أبي خالد- قال: ... لَمّا قدم النبي - صلى الله عليه وسلم -[المدينة] وحولها من عبدة الأوثان وأهل الكتاب جماعات، لم يقاتل أحدًا منهم، ولم يتعرض لهم بحرب، وكان يتعرض لقريش خاصة ويقصدهم، وذلك أن الله إنما أمرهم بقتال الذين ظلموهم وأخرجوهم من ديارهم. وكان المشركون أيضًا بالمدينة من أهل الكتاب وعبدة الأوثان يؤذونه وأصحابه، فندبهم الله - عز وجل - إلى الصبر على أذاهم والعفو عنهم، فقال: {ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور}، وقال: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم} إلى قوله {حتى يأتي الله بأمره} [البقرة: ١٠٩]، وكان ربما أمر بقتل الواحد بعد الواحد ممن قصد إلى أذاه إذا ظهر ذلك وأَلَّب (٣) عليه (٤). (ز)

١٥٧٠٤ - قال مقاتل بن سليمان: {وإن تصبروا} على ذلك الأذى، {وتتقوا} معصيته، {فإن ذلك من عزم الأمور}، يعني: ذلك الصبر والتقوى من خير الأمور التي أمر الله - عز وجل - بها (٥). (ز)

١٥٧٠٥ - عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- {وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور}، قال: من القوة مما عزم الله عليه، وأمركم به (٦). (٤/ ١٦٦)


(١) أخرجه ابن أبي حاتم ٣/ ٨٣٤.
(٢) تفسير الثعلبي ٣/ ٢٢٧، وتفسير البغوي ٢/ ١٤٨.
(٣) التأليب: التحريض. القاموس المحيط (ألب).
(٤) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٢/ ٥٨٠.
(٥) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٣٢٠.
(٦) أخرجه ابن جرير ٦/ ٢٩١، وابن أبي حاتم ٣/ ٨٣٤، وابن المنذر ٢/ ٥٢٦ من طريق ابن ثور.

<<  <  ج: ص:  >  >>