للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥٨٩٥ - عن زيد بن أسلم -من طريق هشام بن سعد- في الآية، قال: {اصبروا} على الجهاد، {وصابروا} عدوكم، {ورابطوا} على دينكم (١). (٤/ ١٩٧)

١٥٨٩٦ - عن زيد بن أسلم -من طريق زكريا بن منظور- في قوله: {اصبروا وصابروا}، قال: {اصبروا} على الخير، {وصابروا} عدوكم (٢). (ز)

١٥٨٩٧ - عن محمد بن السائب الكلبي قال: {اصبروا} على البلاء (٣). (ز)

١٥٨٩٨ - قال مقاتل بن سليمان: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا} على أمر الله - عز وجل - وفرائضه، {وصابروا} مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في المواطن، {ورابطوا} العدو في سبيل الله حتى يدعوا دينهم لدينكم، {واتقوا الله} ولا تعصوا، ومن يفعل ذلك فقد أفلح، فذلك قوله: {لعلكم تفلحون} (٤). (ز)

١٥٨٩٩ - عن مقاتل بن حيان -من طريق بُكَيْر بن معروف-: {اصبروا} على الفرائض، {وصابروا} عدوكم، {ورابطوا} مع النبي - صلى الله عليه وسلم - العدو (٥). (ز)

١٥٩٠٠ - عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج-: {اصبروا} على الطاعة، {وصابروا} أعداء الله، {ورابطوا} في سبيل الله (٦). (ز)

١٥٩٠١ - عن سفيان [الثوري]-من طريق أيوب بن سُويد- في قوله: {اصبروا}، قال: اصبروا على الفرائض، {وصابروا} قال: صابروا على العدو، فلا تكونوا أجزع منهم (٧). [١٥٠٤] (ز)


[١٥٠٤] في معنى الصبر والمصابرة رجَّح ابن جرير (٦/ ٣٣٦) مستندًا إلى دلالة العموم ولغة العرب، أن الآية عامة في الصبر على الدين والطاعة، وعلل ذلك بقوله: «وذلك أن الله -جل ثناؤه- لم يخصص من معاني الصبر على الدين والطاعة شيئًا فيجوز إخراجه من ظاهر التنزيل، فلذلك قلنا إنه عنى بقوله: {اصبروا} الأمر بالصبر على جميع معاني طاعة الله فيما أمر ونهى، ولأن المعروف من كلام العرب في المفاعلة أن تكون من فريقين، أو اثنين فصاعدًا، ولا تكون من واحد إلا قليلًا في أحرف معدودة».
أما معنى المرابطة فقد رجَّح ابن جرير (٦/ ٣٣٦ - ٣٣٧) أنها مرابطة العدو مستندًا إلى الأشهر في لغة العرب، فقال: «ورابطوا أعداءكم وأعداء دينكم من أهل الشرك في سبيل الله، وأن أصل الرباط: ارتباط الخيل للعدو، كما ارتبط عدوهم لهم خيلهم، ثم استعمل ذلك في كل مقيم في ثغر، يدفع عمن وراءه من أراده من أعدائهم بسوء كان ذا خيل قد ارتبطها، أو ذا رجلة لا مركب له، وإنما قلنا: معنى {ورابطوا} ورابطوا أعداءكم وأعداء دينكم؛ لأن ذلك هو المعنى المعروف من معاني الرباط، وإنما توجه الكلام إلى الأغلب المعروف في استعمال الناس من معانيه دون الخفي، حتى يأتي بخلاف ذلك ما يوجب صرفه إلى الخفي من معانيه حجة يجب التسليم لها».
وبنحوه قال ابن عطية (٢/ ٤٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>