للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشهوات} يعني: به الزِّنا، وذلك أنّ اليهود زعموا أنّ نكاح ابنة الأخت مِن الأب حلال، فذلك قوله سبحانه: {أن تميلوا} عن الحق {ميلا عظيما} في استحلال نكاح ابنة الأخت من الأب (١). (ز)

١٧٥٣٧ - عن مُقاتل بن حيان -من طريق بُكَيْر بن معروف- في قوله: {أن تميلوا ميلا عظيما}، قال: الميلُ العظيم أنّ اليهود يزعمون أنّ نكاح الأُخْتِ مِن الأب حلالٌ مِن الله (٢). (٤/ ٣٤٥)

١٧٥٣٨ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- يقول في قوله: {ويريد الذين يتبعون الشهوات} الآية، قال: يريد أهل الباطل وأهل الشهوات في دينهم {أن تميلوا} في دينكم {ميلا عظيما} تتبعون أمر دينهم، وتتركون أمر الله وأمر دينكم (٣). (ز)

١٧٥٣٩ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: هم جميعُ أهل الكتاب الباطل في دينهم (٤) [١٦٣٠]. (ز)


[١٦٣٠] اختُلِف في المراد بقوله تعالى: {الذين يتبعون الشهوات} على أربعة أقوال: أولها: أنهم الزناة. وثانيها: أنهم اليهود والنصارى. وثالثها: أنهم اليهود خاصَّة. ورابعها: أنهم كل متبع شهوة في دينه لغير الذي أُبيحَ له.
ورجَّحَ ابنُ جرير (٦/ ٦٢٣ - ٦٢٤) استنادًا إلى عموم لفظ الآية القولَ الرابعَ، وهو قول ابن زيد من طريق ابن وهب، وقال مُعَلِّلًا ذلك: «وإنّما قلنا: ذلك أولى بالصواب لأنّ الله - عز وجل - عمّ بقوله: {ويريد الذين يتبعون الشهوات}، فوصفهم باتباع شهوات أنفسهم المذمومة، وعمَّهم بوصفهم بذلك، من غير وصفهم باتّباع بعض الشهوات المذمومة. فإذ كان ذلك كذلك فأولى المعاني بالآية ما دلَّ عليه ظاهرُها دون باطنها الذي لا شاهد عليه من أصل أو قياس، وإذا كان ذلك كذلك كان داخلًا في {الذين يتبعون الشهوات}: اليهود، والنصارى، والزناة، وكلُّ متبع باطلًا؛ لأن كُلَّ متَّبعٍ ما نهاه الله عنه فمُتَّبِعٌ شهوة نفسه. وإذا كان ذلك بتأويل الآية أولى وجبتْ صحةُ ما اخترنا من القول في تأويل ذلك».وذَهَبَ إلى ذلك أيضًا ابنُ تيمية (٢/ ٢٣٢)، وابنُ كثير (٣/ ٤٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>