للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أمور الناس شيئًا (١) [١٧٤٢]. (٤/ ٤٩٧)

١٨٧٨٧ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج- في قوله: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}، قال: نزلت في عثمان بن طلحة، قبض منه النبي - صلى الله عليه وسلم - مفتاحَ الكعبة، ودخل به البيت يوم الفتح، فخرج وهو يتلو هذه الآية، فدعا عثمانَ، فدفع إليه المفتاح. قال: وقال عمر بن الخطاب: لَمّا خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الكعبة وهو يتلو هذه الآية- فداؤه أبي وأمي- ما سمعته يتلوها قبل ذلك (٢) [١٧٤٣]. (٤/ ٤٩٦)

١٨٧٨٨ - قال مقاتل بن سليمان: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}، نزلت في عثمان بن طلحة بن عبد الله القرشي، صاحب الكعبة في أمر مفاتيح الكعبة، وذلك أنّ العباس بن عبد المطلب قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: اجعل فينا السِّقاية والحِجابة لِنَسُود بها الناس، وقد كان أخذَ المفتاح من عثمان حين افتتح مكة، فقال عثمان بن طلحة للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر فادفع إلَيَّ المفتاح، فدفع النبي - صلى الله عليه وسلم - المفتاح، ثم أخذه ثلاث مرات، ثم إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - طاف بالبيت؛ فأنزل الله تبارك


[١٧٤٢] ذكر ابنُ عطية (٢/ ٥٨٥) قول ابن زيد وقول شهر قبله، ثم قال مُعَلِّقًا: «فهو للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأمرائه، ثم يتناول مَن بعدهم».
[١٧٤٣] علّق ابنُ جرير (٧/ ١٧٢) على قول ابن جريج بقوله: «أما الذي قال ابن جريج من أنّ هذه الآية نزلت في عثمان بن طلحة؛ فإنه جائز أن تكون نزلت فيه وأرُيد به كُلّ مؤتمن على أمانة، فدخل فيه ولاة أمور المسلمين، وكل مؤتمن على أمانة في دين أو دنيا».
وعلّق ابنُ كثير (٤/ ١٢٦) على قول مَن جعلها في عثمان بن أبي طلحة بقوله: «واسمُ أبي طلحة: عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي العبدري، حاجب الكعبة المعظمة، وهو ابن عم شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، الذي صارت الحجابة في نسله إلى اليوم، أسلم عثمانُ هذا في الهدنة بين صلح الحديبية وفتح مكة، هو وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص، وأما عمه عثمان بن أبي طلحة فكان معه لواء المشركين يوم أحد، وقتل يومئذ كافرًا. وإنما نبهنا على هذا النسب؛ لأن كثيرًا من المفسرين قد يشتبه عليهم هذا بهذا».

<<  <  ج: ص:  >  >>