للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، قال: نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي، إذ بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - في سَرِيَّةٍ (١). (٤/ ٥٠٢)

١٨٨٢١ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- في الآية، قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالدَ بن الوليد في سَرِيَّةٍ، وفيها عمّار بن ياسر، فساروا قِبَل القوم الذين يريدون، فلما بلغوا قريبًا منهم عَرَّسُوا (٢)، وأتاهم ذُو العَيْنَين (٣) فأخبرهم، فأصبحوا قد هربوا، غير رجل أمَرَ أهلَه فجمعوا متاعهم، ثم أقبل يمشي في ظلمة الليل، حتى أتى عسكر خالدٍ يسأل عن عمار بن ياسر، فأتاه، فقال: يا أبا اليقظان، إنِّي قد أسلمتُ، وشهدتُ أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وإنّ قومي لَمّا سمِعوا بكم هربوا، وإنِّي بَقِيتُ، فهل إسلامي نافعي غدًا؟ وإلا هربت. فقال عمار: بل هو ينفعُك، فأقِم. فأقام، فلما أصبحوا أغار خالد، فلم يجد أحدًا غيرَ الرجل، فأخذه، وأخذ ماله، فبلغ عمارًا الخبر، فأتى خالدًا، فقال: خلِّ عن الرجل؛ فإنّه قد أسلم، وهو في أمان مِنِّي. قال: خالد، وفيم أنت تُجِير؟ فاسْتَبّا، وارتفعا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأجاز أمانَ عمّار، ونهاه أن يُجِير الثانية على أمير، فاستَبّا عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال خالد: يا رسول الله، أتترك هذا العبدَ الأجدعَ يشتمني؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا خالد، لا تَسُبَّ عمّارًا؛ فإنّه مَن سَبَّ عمّارًا سَبَّه اللهُ، ومَن أبْغَضَ عمّارًا أبغضهُ الله، ومَن لَعَنَ عمارًّا لعنه الله». فغضب عمار، فقام، فتبعه خالد حتى أخذ بثوبه، فاعتذر إليه، فرَضِي؛ فأنزل الله الآية (٤). (٤/ ٥٠٢)

١٨٨٢٢ - عن عبد الله بن عباس -من طريق السدي، عن أبي صالح-، مثله (٥). (٤/ ٥٠٣)

١٨٨٢٣ - قال مقاتل بن سليمان نحوه، وفي آخره: فأنزل الله - عز وجل - في عمار: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، يعني: خالد بن الوليد؛ لأن


(١) أخرجه البخاري ٦/ ٤٦ (٤٥٨٤) واللفظ له، ومسلم ٣/ ١٤٦٥ (١٨٣٤)، وابن جرير ٧/ ١٧٧، وابن المنذر ٢/ ٧٦٤ (١٩٢٤)، وابن أبي حاتم ٣/ ٩٨٧ - ٩٨٨ (٥٥٢٩).
(٢) عرّس المسافر: نزل آخر الليل نزلة للنوم والاستراحة. النهاية (عرس).
(٣) ذو العينين: الجاسوس. اللسان (عين).
(٤) أخرجه ابن جرير ٧/ ١٧٨، وابن أبي حاتم ٣/ ٩٨٨.
(٥) أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٤٣/ ٤٠٠ - ٤٠١، وابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير ٢/ ٣٤٥ - من طريق الحكم بن ظهير، عن السدي، عن أبي صالح، عن ابن عباس به.
وفي سنده الحكم بن ظهير، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب (١٤٤٥): «متروك، رُمِي بالرَّفَض، واتهمه ابن معين».

<<  <  ج: ص:  >  >>