للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقول: بذنبك (١). (ز)

١٩١٦١ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {وما أصابك من سيئة فمن نفسك}، قال: عقوبة بذنبك، يا ابن آدم. قال: وذُكِر لنا: أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «لا يصيب رجلًا خدشُ عودٍ، ولا عثرةُ قدم، ولا اختلاجُ عرق إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر» (٢) [١٧٧٢]. (٤/ ٥٤٤)

١٩١٦٢ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك}، قال: أما من نفسك، فيقول: من ذنبك (٣). (ز)

١٩١٦٣ - قال مقاتل بن سليمان: فقال الله - عز وجل - لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {ما أصابك من حسنة} يعني: الفتح والغنيمة يوم بدر {فمن الله} كان، {وما أصابك من سيئة} يعني: البلاء من العدو، والشدة من العيش يوم أحد {فمن نفسك} يعني: فبذنبك، يعني: ترك المركز. وفي مصحف عبد الله بن مسعود، وأُبي بن كعب: (فَبِذَنبِكَ، وأَنا كَتَبْتُها عَلَيْكَ) (٤) [١٧٧٣]. (ز)


[١٧٧٢] علَّق ابنُ كثير (٤/ ١٦٩) على قول قتادة، فقال: «وهذا الذي أرسله قتادة قد رُوي متصلًا في الصحيح: «والذي نفسي بيده، لا يصيب المؤمن هم ولا حزن، ولا نصب، حتى الشوكة يشاكها إلا كَفَّر الله عنه بها من خطاياه»».
[١٧٧٣] ذكر ابنُ عطية (٢/ ٦٠٨ - ٦٠٩) قول مقاتل، ثم علَّق عليه بقوله: «ويعضد هذا التأويل أحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - معناها: أنّ ما يصيب ابن آدم من المصائب فإنما هي عقوبة ذنوبه. ومن ذلك أنّ أبا بكر الصديق لما نزلت: {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: ١٢٣] جزِع، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألست تمرض؟ ألست تسقم؟ ألست تغتم؟». وقال أيضًا - صلى الله عليه وسلم -: «ما يصيب الرجل خدشة عود، ولا عثرة قدم، ولا اختلاج عرق إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر». ففي هذا بيان، أو تلك كلها مجازاة على ما يقع من الإنسان».
وذكر ابنُ عطية في معنى الآية قولين آخرين لم ينسبهما لأحد من السلف، فقال: «وقالت طائفة: معنى الآية كمعنى التي قبلها في قوله: {وإنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِن عِنْدِ اللَّهِ} على تقدير حذف: يقولون، فتقديره: فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثًا يقولون: ما أصابك من حسنة. ويجيء القطع على هذا القول من قوله: {وأَرْسَلْناكَ}. وقالت طائفة: بل القطع في الآية من أولها، والآية مُضَمَّنة الإخبارَ أنّ الحسنة من الله وبفضله، وتقدير ما بعده: {وما أصابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَفْسِكَ} على جهة الإنكار والتقرير، فعلى هذه المقالة ألف الاستفهام محذوفة من الكلام. وحكى هذا القولَ المهدويُّ».

<<  <  ج: ص:  >  >>