للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مؤمنون. فبيَّن الله نفاقهم، فأمر بقتلهم، فجاءوا ببضائعهم يريدون هلال بن عويمر الأسلمي، وبينه وبين محمد - عليه السلام - حلف، وهو الذي حصر صدره أن يقاتل المؤمنين أو يقاتل قومه، فدفع عنهم بأنهم يؤمُّون هلالًا وبينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - عهد (١). (٤/ ٥٦٩)

١٩٣٥١ - عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد- في الآية، قال: هم ناس تخلَّفوا عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، وأقاموا بمكة، وأعلنوا الإيمان، ولم يُهاجِروا، فاختلف فيهم أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتولّاهم ناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتبَرَّأ من ولايتهم آخرون، وقالوا: تخلفوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يهاجروا. فسماهم الله منافقين، وبرأ المؤمنين من ولايتهم، وأمرهم أن لا يَتَوَلَّوهم حتى يهاجروا (٢). (٤/ ٥٦٩)

١٩٣٥٢ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمران بن حُدَيْر- في الآية، قال: أخذ ناس من المسلمين أموالًا من المشركين، فانطلقوا بها تُجّارًا إلى اليمامة، فاختلف المسلمون فيهم، فقالت طائفة: لو لقيناهم قتلناهم، وأخذنا ما في أيديهم. وقال بعض: لا يصلح لكم ذلك، إخوانكم انطلقوا تجارًا. فنزلت هذه الآية: {فما لكم في المنافقين فئتين} (٣). (٤/ ٥٧١)

١٩٣٥٣ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {فما لكم في المنافقين فئتين}، قال: ذُكِر لنا: أنّهما كانا رجلين من قريش، كانا مع المشركين بمكة، وكانا قد تكلما بالإسلام، ولم يهاجرا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلقيهما ناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهما مقبلان إلى مكة، فقال بعضهم: إنّ دماءهما وأموالهما حلال. وقال بعضهم: لا يحل ذلك لكم. فتشاجروا فيهما؛ فأنزل الله: {فما لكم في المنافقين فئتين} حتى بلغ: {ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم} (٤). (٤/ ٥٦٩)

١٩٣٥٤ - عن محمد بن كعب القرظي أنّه قال في هذه الآية: {فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا}: أتى رهْطٌ إلى رسول الله، فقالوا: يا رسول الله، إنّ المدينة قد ضاق علينا ترابها وسِباخُها (٥)، فأْذَنْ لنا نخرج إلى هذه


(١) أخرجه ابن جرير ٧/ ٢٨٢ - ٢٨٣، وابن المنذر (٢٠٨٣)، وابن أبي حاتم ٣/ ١٠٢٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(٢) أخرجه ابن جرير ٣/ ٢٨٤.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٣/ ١٠٢٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(٤) أخرجه ابن جرير ٧/ ٢٨٤، وابن المنذر (٢٠٨٤). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(٥) السباخ: جمع سَبَخة، وهي الأرض ذات الملح. اللسان (سبخ).

<<  <  ج: ص:  >  >>