للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أصحابه: أقتلت رجلًا شهد أن لا إله إلا الله؟! واللهِ، لَأَذْكُرَنَّ ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -. فلما قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: يا رسول الله، إنّ رجلًا شهد أن لا إله إلا الله، فقتله المقداد. فقال: «ادعوا لي المقداد». فقال: «يا مقداد، أقتلت رجلًا يقول: لا إله إلا الله؟! فكيف لك بلا إله إلا الله غدًا؟!». فأنزل الله: {يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم في سبيل الله} إلى قوله: {كذلك كنتم من قبل}. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمقداد: «كان رجل مؤمن يخفي إيمانه مع قوم كفار، فأظهر إيمانه، فقتلته، وكذلك كنت تخفي إيمانك بمكة قبل» (١). (٤/ ٦١٤)

١٩٦٩٩ - عن عبد الله بن عباس، قال: كان الرجل يتكلم بالإسلام، ويؤمن بالله والرسول، ويكون في قومه، فإذا جاءت سرية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبر بها حيَّه -يعني: قومه-، وأقام الرجل لا يخاف المؤمنين من أجل أنه على دينهم، حتى يلقاهم فيلقي إليهم السلام، فيقولون: لست مؤمنًا. وقد ألقى السلام، فيقتلونه، فقال الله تعالى: {يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا} إلى: {تبتغون عرض الحياة الدنيا}. يعني: تقتلونه إرادة أن يحل لكم ماله الذي وجدتم معه، وذلك عَرَض الحياة الدنيا، فإنّ عندي مغانم كثيرة، فالتمسوا من فضل الله. وهو رجل اسمه مرداس، خلّى قومه هاربين من خيل بعثها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليها رجل من بني ليث اسمه قُلَيْب، ولم يجامعهم، وإذا فيهم مرداس، فسلم عليهم، فقتلوه، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهله بديته، وردَّ إليهم ماله، ونهى المؤمنين عن مثل ذلك (٢). (٤/ ٦١٥)

١٩٧٠٠ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: مرَّ رجل من بني سليم بنفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يسوق غنمًا له، فسلَّم عليهم، فقالوا: ما سلَّم علينا


(١) أخرجه البزار في مسنده ١١/ ٣١٧ (٥١٢٧) واللفظ له، والطبراني في الكبير ١٢/ ٣٠ (١٢٣٧٩). وعلقه البخاري ٩/ ٣ (٦٨٦٦) مختصرًا.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن ابن عباس، ولا نعلم له طريقًا عن ابن عباس إلا هذا الطريق». وقال ابن القيسراني في أطراف الغرائب ٣/ ١٦٢ (٢٣١٨): «غريب». وقال ابن عساكر في تاريخه ٦٠/ ١٧٢ في ترجمة مقداد بن عمرو: «قال الدارقطني: غريب من حديث سعيد عن ابن عباس، تفرد به حبيب بن أبي عمرة عنه، وتفرد به أبو بكر بن علي بن مقدم عن حبيب». وقال الهيثمي في المجمع ٧/ ٨ - ٩ (١٠٩٤٣): «إسناده جيد». ووصله ابن حجر في تغليق التعليق ٥/ ٢٤٢ (٦٨٦٦). وقال الألباني في الضعيفة ٩/ ١٠٨ (٤١٠٩): «ضعيف».
(٢) أخرجه ابن جرير ٧/ ٣٥٦ - ٣٥٧، وابن أبي حاتم ٣/ ١٠٤١ (٥٨٣١) مختصرًا من طريق محمد بن سعد، عن أبيه، قال: حدثني عمي الحسين بن الحسن، عن أبيه، عن جده عطية العوفي، عن ابن عباس به.
إسناده ضعيف، لكنها صحيفة صالحة ما لم تأت بمنكر أو مخالفة. وينظر: مقدمة الموسوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>