للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا رسول الله، إنّما قالها مُتَعَوِّذًا تعوَّذ بها. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هَلّا شققت عن قلبه فنظرت إليه!». قال: يا رسول، إنما قلبه بَضْعَة من جسده. فأنزل الله خبر هذا، وأخبر إنما قتله من أجل جمله وغنمه، فذلك حين يقول: {تبتغون عرض الحياة الدنيا} فلما بلغ: {فمن الله عليكم}. يقول: تاب الله عليكم. فحلف أسامة ألا يقاتل رجلًا يقول: لا إله إلا الله، بعد ذلك الرجل، وما لقي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه (١). (٤/ ٦١٦)

١٩٧١٤ - عن ابن عباس-من طريق الكلبي، عن أبي صالح- نحوه (٢). (ز)

١٩٧١٥ - قال مقاتل بن سليمان: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله}، وذلك: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية، وبعث عليها غالب بن عبد الله الليثي أخا ثميلة بن عبد الله، فلما أصبحوا رأوا رجلًا يسمى: مرداس بن عمرو بن نهيك العَنْسِيّ (٣) من بني تيم بن مرة من أهل فدك، معه غُنَيْمَة له، فلما رأى الخيل ساق غُنَيْمَتَه حتى أحرزها في الجبل، وكان قد أسلم من الليل، وأخبر أهله بذلك، فلما دنوا منه كبَّروا، فسمع التكبير، فعرفهم، فنزل إليهم، فقال: سلام عليكم، إني مؤمن. فحمل عليه أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي من بني عبد وُدٍّ، فقال مرداس: إني منكم، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله. فطعنه أسامه برمحه، فقتله، وسلبه، وساق غنمه، فلما قدم المدينة أخبر أسامةُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلامه النبي ملامة شديدة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «قتلته وهو يقول: لا إله إلا الله؟!». قال: إنما قال ذلك أراد أن يحرز نفسه وغنمه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أفلا شققت عن قلبه، فتنظر صدق أم لا؟!». قال: يا رسول الله، كيف يتبين لي، وإنما قلبه بضعة من جسده؟! فقال: «فلا صدقته بلسانه، ولا أنت شققت عن قلبه فبين لك». فقال: استغفر لي، يا رسول الله. قال: «فكيف لك بلا إله إلا الله؟!». يقول ذلك ثلاث مرات، فاستغفر له النبي - صلى الله عليه وسلم - الرابعة. قال أسامة في نفسه: وددت أني لم أسلم حتى كان يومئذ، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعتق رقبة. فعاش أسامة زمن أبى بكر، وعمر، وعثمان - رضي الله عنهم -، حتى أدرك علي بن أبى طالب?، فدعاه علي إلى القتال، فقال


(١) أخرجه ابن جرير ٧/ ٣٥٧ - ٣٥٨.
(٢) أخرجه الثعلبي ٣/ ٣٦٧، وينظر الفتح ٨/ ٢٥٨.
إسناده ضعيف جدًّا. وينظر: مقدمة الموسوعة.
(٣) كذا في مطبوعة المصدر، ولعله تصحّف.

<<  <  ج: ص:  >  >>