للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٠٣٩٥ - عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- قال: فضَّل اللهُ الإسلامَ على كل دين، فقال: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن} إلى قوله: {واتخذ الله إبراهيم خليلا}. وليس يقبل فيه عمل غيرِ الإسلام، وهي الحنيفية (١). (ز)

٢٠٣٩٦ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قوله: {من يعمل سوءا يجز به}، ثم فضل الله المؤمن عليهم -يعني: على أهل الكتاب-، فقال: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا} (٢). (٥/ ٣٤)

٢٠٣٩٧ - قال مقاتل بن سليمان: ثم اختار من الأديان دين الإسلام، فقال - عز وجل -: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله} يعني: أخلص دينه لله، {وهو محسن} في عمله. وأنزل الله - عز وجل - فيهم: {هذان خصمان} يعني: كفار أهل الكتاب {اختصموا} يعني: ثلاثتهم؛ المسلمين، واليهود، والنصارى {في ربهم} أنهم أولياء الله. ثم أخبر بمستقر الكافر، فقال: {فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار} [الحج: ١٩]، يعني: جعلت لهم ثياب من نار، إلى آخر الآية. ثم أخبر سبحانه بمستقر المؤمنين، فقال: {إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار ... } إلى آخر الآية [الحج: ٢٣] (٣) [١٨٦٥]. (ز)


[١٨٦٥] أفادت الآثار الاختلاف في معنى الوجه على قولين: أحدهما: أنه الدين. والآخر: العمل.
وذكر ابنُ تيمية (٢/ ٣٤٤) قولين آخرين، وهما: الإخلاص في العبادة، والخضوع والتواضع لله. ثم قال مُوَجِّهًا: «قلت: قولُ مَن قال: خضع وتواضع لربه هو داخل في قول مَن قال: أخلص دينه أو عمله أو عبادته لله؛ فإنّ هذا إنما يكون إذا خضع له وتواضع له دون غيره، فإنّ العبادة والدين والعمل له لا يكون إلا مع الخضوع له والتواضع، وهو مستلزم لذلك، ولكن أولئك ذكروا مع هذا أن يكون هذا الإسلام لله وحده، فذكروا المعنيين الاستسلام، وأن يكون لله. وقول مَن قال: خضع وتواضع لله. يتضمن أيضًا أنّه أخلص عبادته ودينه لله، فإنّ ذلك يتضمن الخضوع والتواضع لله دون غيره».

<<  <  ج: ص:  >  >>