[١٩١٠] رجَّح ابنُ كثير (٤/ ٣٨٩) مستندًا إلى النظائر أنّ معنى: {ورُوحٌ مِنهُ}: «أنّه مخلوق مِن روح مخلوقة، وأضيفت الروح إلى الله على وجْه التشريف، كما أضيفت الناقة والبيت إلى الله في قوله: {هَذِهِ ناقَةُ اللَّهِ} [هود: ٦٤]، وفي قوله: {وطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطّائِفِينَ} [الحج: ٢٦]، وكما ورد في الحديث الصحيح: «فأدخل على ربي في داره»، أضافها إليه إضافة تشريف لها، وهذا كله من قبيلٍ واحد، ونمط واحد». [١٩١١] عَلَّق ابنُ كثير (٤/ ٣٨٨) على أثر شاذ بن يحيى، فقال: «وهذا أحسن مما ادَّعاه ابن جرير في قوله: {ألْقاها إلى مَرْيَمَ} أي: أعلمها بها. كما زعمه في قوله: {إذْ قالَتِ المَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنهُ} [آل عمران: ٤٥]، أي: يعلمك بكلمة منه، ويجعل ذلك كقوله تعالى: {وما كُنْتَ تَرْجُو أنْ يُلْقى إلَيْكَ الكِتابُ إلا رَحْمَةً مِن رَبِّكَ} [القصص: ٨٦]». ورَجَّح، فقال: «بل الصحيح أنّها الكلمةُ التي جاء بها جبريل إلى مريم، فنفخ فيها بإذن الله، فكان عيسى - عليه السلام -». ولم يذكر مستندًا.