للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وينظر في الكلام عن هذه الأسانيد: كلام السيوطي في "الإتقان" ٢/ ٤٩٧.

وقد تكلم الشيخ أحمد شاكر عن تصحيح الإسناد بتوثيق بقية رجاله بكلام طويل ينظر هناك (١).


(١) أوردنا هذا الإسناد بهذه الصورة: "عن عبد اللَّه بن مسعود، وناس من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من طريق السُّدِّيّ، عن مُرَّة الهمداني -وعبد اللَّه بن عباس- من طريق السُّدِّيّ عن أبي مالك، وأبي صالح".
وصورته في عامة المصادر:
"عن السدي، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-".
وقول السدي: "وعن ناس من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-" يحتمل أن يكون معطوفًا على قوله: "عن مرة الهمداني عن ابن مسعود"؛ فيكون عن مرة الهمداني عن ناس من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كذلك، وقد ورد في الإبانة الكبرى لابن بطة (ت: ٣٨٧ هـ) ٧/ ٣٢٤ ط الراية، وفي كتاب الأسماء والصفات للبيهقي (ت: ٤٦٥ هـ) ٢/ ١٩٥ بتحقيق الحاشدي: "عن السدي، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني، عن ابن مسعود، وناس من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بدون إثبات "عن" بين "الواو" و"ناس من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-" كما كتبنا.
ومُرَّة روى عن: حذيفة بن اليمان (عخ)، وزيد بن أرقم، وعبد اللَّه بن مسعود (ع)، وعلقمة بن قيس، وعلي بن أبي طالب، وعمر بن الخطاب (ق)، وأبي بكر الصديق (ت ق)، وأبي ذر الغفاري، وأَبِى مُوسَى الأشعري (خ م ت س ق).
ويحتمل أن يكون قول السدي: "وعن ناس من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-" مستأنفًا؛ فيكون من رواية السدي نفسه عن ناس من الصحابة.
وقد أشار إلى هذين الاحتمالين العلامة أحمد شاكر في تحقيقه لتفسير ابن جرير حيث قال في تعليقه على أول موضع ورد فيه هذا الإسناد: "إنه في حقيقته إسنادان أو ثلاثة. أولهما هذا المتصل بابن عباس.
والقسم الثاني، أو الإسناد الثاني: "وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود". والذي يروي عن مرة الهمداني: هو السدي نفسه.
ومرة: هو ابن شراحيل الهمداني الكوفي، وهو تابعي ثقة، من كبار التابعين، ليس فيه خلاف بينهم.
والقسم الثالث، أو الإسناد الثالث: "وعن ناس من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ".
وهذا أيضًا من رواية السدي نفسه عن ناس من الصحابة". فبيَّن ما هي الأسانيد الثلاثة؛ إذا كان هذا الإسناد في حقيقته ثلاثة أسانيد، ولم يبثن ما هما الإسنادان؛ إذا كان هذا الإسناد في حقيقته إسنادين؛ ما القول فيما عدَّه إسنادًا ثالثا؟!
وإذا كان هذا الإسناد في حقيقته إسنادين فهما:
١ - عن السدي عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس.
٢ - عن السدي عن مرة الهمداني عن ابن مسعود وناس من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وهذا هو الظاهر؛ وعليه مشينا في الموسوعة قبل أن ننتبه على الاحتمال الذي أورده العلامة أحمد شاكر، وهو أن تكون الرواية عن ناس من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من رواية السدي نفسه من غير طريق مرة؛ ولذلك جرى هذا التنبيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>