وقال: لا يصيبني في سفري هذا إلا خير، وإن خرج الذي يأمر بالمكث مكث، وإن خرج الآخر أجالها ثانية حتى يخرج أحد القِدْحَين (١)[١٩٥٧]. (ز)
٢١٤٦٩ - عن عبد الله بن كثير -من طريق ابن جُرَيْج- قال: سَمِعْنا أنّ أهل الجاهلية كانوا يضربون بالقِداح في الظَّعَن والإقامة، أو الشيء يريدونه، فيخرج سهم الظَّعَن فيَظْعَنُون، والإقامة فيقيمون (٢). (ز)
٢١٤٧٠ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {وأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ}، قال: الأزلام: قِداح كانت في الجاهلية عند الكَهَنَة، فإذا أراد الرجل أن يسافر أو يتزوج أو يُحْدِث أمرًا، أتى الكاهنَ، فأعطاه شيئًا، فضرب له بها؛ فإن خرج منها شيء يعجبه أمَرَه ففَعَل، وإن خرج منها شيء يكرهه نهاه فانتَهى، كما ضرب عبدُ المطلب على زمزم، وعلى عبد الله والإبل (٣). (ز)
٢١٤٧١ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال -تعالى ذِكْرُه-: {وأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ} يعني: وأن تستقسموا الأمورَ بالأزلام، والأزلام قِدحان في بيت أصنامهم، فإذا أرادوا أن يركبوا أمرًا أتَوْا بَيْت أصنامهم، فضربوا بالقِدْحَين، فما خرج من شيء عملوا به، وكان كتب على أحدهما: أمرني ربي، وعلى الآخر: نهاني ربي، فإذا أرادوا سفرًا أتوا ذلك البيت فغَطَّوْا عليه ثوبًا، ثم يضربون بالقِدْحَيْن، فإن خرج السهم الذي فيه: أمرني ربي؛ خرج في سفره، وإن خرج السهم الذي فيه: نهاني
[١٩٥٧] قال ابنُ جرير مُلَخِّصًا تلك الأقوال (٨/ ٧٢): «يعني بقوله: {وأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ}: وأن تَطْلُبوا عِلْم ما قُسِمَ لكم أو لم يُقْسَم بالأزلام. وهو اسْتَفْعَلْت مِن القَسْم: قَسْم الرِّزْق والحاجات. وذلك أنّ أهل الجاهلية كان أحدهم إذا أراد سفرًا أو غَزْوًا أو نحو ذلك أجال القِداح، وهي الأزلام، وكانت قِداحًا مكتوبًا على بعضها: نهاني ربي، وعلى بعضها: أمرني ربي، فإن خرج القِدْح الذي هو مكتوب عليه: أمرني ربي؛ مضى لِما أراد من سفر أو غزْو أو تزويج وغير ذلك؛ وإن خرج الذي عليه مكتوب: نهاني ربي؛ كَفَّ عن المُضِيِّ لذلك وأَمْسَك، فقيل: {وأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ}؛ لأنّهم بِفِعْلهم ذلك كانوا كأنّهم يسألون أزلامهم أن يَقْسِمْنَ لهم. وأمّا الأزلام فإنّ واحدها زَلَم، ويُقال: زُلَم، وهي القِداح التي وصفنا أمرَها».