للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُوَحِّدًا ولم ير مشركًا؛ حَمِد الله، فنزل عليه جبريل - عليه السلام -: {اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ} أن يعودوا كما كانوا (١). (٥/ ١٨٠)

٢١٤٧٩ - قال الحسن البصري: {اليوم يئس الذين كفروا من دينكم}: يَئِسوا أن يَسْتَحِلُّوا فيه ما اسْتَحَلُّوا في دينهم (٢). (ز)

٢١٤٨٠ - عن عطاء -من طريق ابن جريج- {اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ}، قال: أظن يئسوا أن ترجعوا عن دينكم (٣). (ز)

٢١٤٨١ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ}، قال: أن ترجعوا إليهم (٤). (ز)

٢١٤٨٢ - قال مقاتل بن سليمان: {اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ} يعني: لا تخشوا الكفار، {واخْشَوْنِ} في ترك أمري (٥). (ز)

٢١٤٨٣ - عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- في قوله: {فلا تخشوهم واخشون}، قال: فلا تخشوهم أن يظهروا عليكم (٦) [١٩٥٩]. (ز)

٢١٤٨٤ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- {اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ


[١٩٥٩] ذكر ابنُ عطية (٣/ ١٠٢) أنّ قوله تعالى: {اليَوْمَ} يحتمل احتمالين: الأول: أن يكون إشارة إلى اليوم بعينه لا سيما في قول الجمهور -عمر بن الخطاب وغيره- أنها نزلت في عشية عرفة يوم الجمعة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الموقف على ناقته، وليس في الموسم مشرك. الثاني: أن يكون إشارة إلى الزمن والوقت، أي: في هذا الأوان يَئِسَ الذين كفروا من دينكم.
ثم قال: «وقوله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا} يعم مشركي العرب وغيرهم من الروم والفرس وغير ذلك، وهذا يُقَوِّي أن اليأس من انحلال أمر الإسلام وذهاب شوكته، ويُقَوِّي أنّ الإشارة باليوم إنما هي إلى الأوان الذي فاتحته يوم عرفة، ولا مشرك بالموسم، ويعضد هذا قوله تعالى: {فَلا تَخْشَوْهُمْ واخْشَوْنِ} فإنما نهى المؤمنين عن خشية جميع أنواع الكفار، وأمر بخشيته تعالى التي هي رأس كل عبادة كما قال - صلى الله عليه وسلم -، ومفتاح كل خير».

<<  <  ج: ص:  >  >>