٢٢٤٧٦ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله:{يحرفون الكلم من بعد مواضعه} الآية، قال: ذُكِر لنا: أنّ هذا كان في قتيل بني قريظة والنَّضِير؛ رجل من قريظة قَتَله النضير، وكانت النضير إذا قَتَلت من بني قريظة لم يُقِيدوهم، إنما يُعْطُونهم الدِّيةَ لفضْلِهم عليهم في أنفسهم تعوُّذًا، فقَدِم نبي الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فسألهم، فأرادوا أن يَرْفعوا ذلك إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ليحكمَ بينهم، فقال لهم رجل من المنافقين: إنّ قتيلَكم هذا قتيلُ عمدٍ، وإنّكم متى ما تَرْفعون أمرَه إلى محمد أخشى عليكم القَوَدَ، فإن قَبِل منكم الدِّيةَ فخذوه، وإلا فكونوا منه على حَذَر (١). (٥/ ٣٠٧)
٢٢٤٧٧ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {يحرفون الكلم من بعد مواضعه} حين حرَّفوا الرجم فجعلوه جلدًا، يقولون:{إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا}(٢). (ز)
٢٢٤٧٨ - قال مقاتل بن سليمان:{إنْ أُوتِيتُمْ هذا فَخُذُوهُ} يقول ذلك يهود خيبر ليهود المدينة؛ كعب بن الأشرف، ومالك بن الضيف، وكعب بن أسيد، وأبي لبابة: إن أمركم محمد بالجلد فاقبلوه، {وإنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ} يعني: الجلد، وإن أمركم بالرجم {فاحْذَرُوا} فإنّه نبي (٣). (ز)
٢٢٤٧٩ - عن مقاتل بن حيّان -من طريق بُكَيْر بن معروف- قوله:{يحرفون الكلم} يزيدون فيه، وينقصونه (٤). (ز)
٢٢٤٨٠ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قول الله:{يحرفون الكلم من بعد مواضعه}، يقول: يُحَرِّف هؤلاء الذين لم يأتوك الكلم عن مواضعه، لا يضعونه على ما أنزله الله. قال: وهؤلاء كلهم يهود، بعضهم من بعض (٥)[٢٠٨٦]. (ز)
[٢٠٨٦] ذكر ابنُ عطية (٣/ ١٦٩) أنّ قوله تعالى: {يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ} صفة لليهود فيما حرفوا من التوراة؛ إذ ذاك أخطر أمر حرفوا فيه. ثم أورد احتمالًا آخر، فقال: «ويحتمل أن يكون صفة لهم وللمنافقين فيما يحرفون من الأقوال عند كذبهم، لأنّ مبادئ كذبهم لا بد أن تكون من أشياء قيلت أو فعلت، وهذا هو الكذب المزَيَّن الذي يقرُب قبوله، وأما الكذب الذي لا يُرفد بمبدأٍ فقليل الأثر في النفس».