للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

منهم (١). (٥/ ٣٠١)

٢٢٥٨٧ - عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: كنا عند عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، فذَكَر رجلٌ عنده: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون}، {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون}. فقال عبيد الله: أما واللهِ إنّ كثيرًا من الناس يتأولون هؤلاء الآيات على ما لم يَنزِلْن عليه، وما أُنزِلْن إلا في حَيَّيْن من يهود. ثم قال: هي قريظة والنضير، وذلك أنّ إحدى الطائفتين كانت قد غَزَتِ الأخرى وقهرتها قبل قدوم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، حتى ارتضوا واصطلحوا على أن كل قتيل قتلته العزيزة من الذليلة فَدِيَتُه خمسون وسْقًا، وكل قتيل قتلته الذليلة من العزيزة فَدِيَتُه مئة وسْق. فأعطوهم فَرَقًا وضَيْمًا، فقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم على ذلك، فذلَّت الطائفتان بمقدم النبي - صلى الله عليه وسلم -، والنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يظهر عليهما، فبينما هما على ذلك أصابت الذليلة من العزيزة قتيلًا، فقالت العزيزة: أعطونا مائة وسْق. فقالت الذليلة: وهل كان هذا قطُّ في حَيَّيْنِ دينُهما واحد وبلدُهما واحد؛ دِيَةُ بعضهم ضعفُ دِيَة بعض؟! إنما أعطيناكم هذا فَرَقًا منكم وضَيْمًا، فاجعلوا بيننا وبينكم محمدًا - صلى الله عليه وسلم -. فتراضيا على أن يجعلوا النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهم، ثم إن العزيزة تذاكرت بينها، فخشيت أن لا يعطيها النبي - صلى الله عليه وسلم - من أصحابها ضعف ما تُعْطى أصحابها منها، فدَسُّوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إخوانهم من المنافقين، فقالوا لهم: أخبروا لنا رأيَ محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإن أعطانا ما نريد حَكَّمناه، وإن لم يعطنا حَذِرناه ولم نُحَكِّمه. فذهب المنافق إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأعلم الله -تعالى ذِكْرُه- النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أرادوا من ذلك الأمر كله. قال عبيد الله: فأنزل الله -تعالى ذِكْرُه- فيهم: {يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر} هؤلاء الآيات كلهن، حتى بلغ: {وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه} إلى {الفاسقون}، قرأ عبيد الله ذلك آيةً آيةً، وفسرها على ما أنزل، حتى فرغ من تفسير ذلك لهم في الآيات، ثم قال: إنما عنى بذلك: يهود، وفيهم أنزلت هذه الصفة (٢). (ز)

٢٢٥٨٨ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال: كان رجلان من اليهود أخوان يُقالُ لهما: ابنا صُورِيا، قد اتَّبَعا النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يُسْلِما، وأعْطَياه عهدًا ألّا


(١) تقدم بطوله من حديث أبي هريرة في نزول قوله تعالى: {يا أيُّها الرسول لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الكُفْرِ}.
(٢) أخرجه ابن جرير ٨/ ٤٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>