للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خاسرين} يعني: عبد الله بن أُبيٍّ (١) [٢١٠٤]. (٥/ ٣٤٦)

٢٢٨٢٥ - عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت -من طريق إسحاق بن يسار- {فَتَرى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} يعني: عبد الله بن أبي، {يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ} لقوله: إنِّي أخشى دائرةً تصيبني (٢). (ز)

٢٢٨٢٦ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم} قال: هم المنافقون، في مصانعة اليهود، ومُناجاتِهم (٣)، واسترضاعِهم أولادَهم إياهم، {يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة} يقولون: نخشى أن تكون الدائرةُ لليهود بالفتح حينئذٍ (٤). (٥/ ٣٥١)

٢٢٨٢٧ - عن عطية بن سعد العوفي -من طريق إدريس- {فترى الذين في قلوبهم مرض} كعبد الله بن أبيٍّ، {يسارعون فيهم} في ولايتِهم (٥). (٥/ ٣٥٠)

٢٢٨٢٨ - عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: {فترى الذين في قلوبهم مرض}، قال: أناسٌ من المنافقين كانوا يُوادُّون اليهود، ويُناصِحونَهم دونَ المؤمنين (٦) [٢١٠٥]. (٥/ ٣٥١)


[٢١٠٤] علّق ابنُ عطية (٣/ ١٩٢) على ما رُوِي في شأن عبد الله بن أبي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوارد ذكره في هذه الأقوال، فقال: «وفِعْلُ عبد الله بن أبي في هذه النازلة لم يكن ظاهره مغالبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو فعل ذلك لحاربه رسول الله، وإنما كان يُظهِر للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن يستبقيهم لنصرة محمد، ولأن ذلك هو الرأي، وقوله: إني امرؤ أخشى الدوائر. أي: من العرب، وممن يحارب المدينة وأهلها، وكان يبطن في ذلك كله التحرز من النبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين والفَتَّ في أعضادهم، وذلك هو الذي أسرَّ هو في نفسه ومَن معه على نفاقه مِمَّن يفتضح بعضهم إلى بعض».
[٢١٠٥] بيَّن ابنُ جرير (٨/ ٥١٢) أنّ الآية نزلت في قول للمنافقين بدلالة أقوال السلف، وجائزٌ أن تكون نازلة في عبد الله بن أُبي، أو في غيره، لعموم الآية له ولغيره دون تخصيص، كما أفاد قول قتادة بن دعامة من طريق سعيد ومن وافقه، قال: «والصواب من القول في ذلك عندنا أن يُقال: إنّ ذلك من الله خبرٌ عن ناس من المنافقين كانوا يوالون اليهود والنصارى، ويغشون المؤمنين، ويقولون: نخشى أن تدور دوائر، إما لليهود والنصارى، وإما لأهل الشرك من عبدة الأوثان أو غيرهم على أهل الإسلام، أو تنزل بهؤلاء المنافقين نازلة، فيكون بنا إليهم حاجة. وقد يجوز أن يكون ذلك كان من قول عبد الله بن أبي، ويجوز أن يكون كان من قول غيره، غير أنه لا شك أنه من قول المنافقين».وبنحوه ابن عطية (٣/ ١٩٢)، حيث قال: «وقوله تعالى: {يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة} لفظ محفوظ عن عبد الله بن أبي، ولا محالة أنّه قال بقوله منافقون كثير، والآية تعطي ذلك».

<<  <  ج: ص:  >  >>