للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أجرهم مرتين بما صبروا} [القصص: ٥٢ - ٥٤] (١) [٢١٥٠]. (٥/ ٤٠٥)

٢٣١٨٥ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى}، قال: هم الوفد الذين جاءوا مع جعفر وأصحابِه من أرض الحبشة (٢). (٥/ ٤٠٤)

٢٣١٨٦ - عن أبي صالح -من طريق عنبسة، عمَّن حدَّثه- في قوله: {ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا}، قال: ستة وستون، أو سبعة وستون، أو اثنان وستون من الحبشة، كلهم صاحب صومعة، عليهم ثياب الصُّوف (٣). (ز)

٢٣١٨٧ - عن عطاء، {ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى}، قال: هم ناسٌ مِن الحبشة، آمَنوا إذ جاءَتْهم مُهاجِرةُ المؤمنين، فذلك لهم (٤). (٥/ ٤٠٤)

٢٣١٨٨ - قال عطاء: كانوا ثمانين رجلًا؛ أربعون من أهل نجران من بني الحارث بن


[٢١٥٠] اختلف المفسرون في المعنيين بقوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنهُمْ قِسِّيسِينَ ورُهْبانًا} على قولين: الأول: أنهم قوم كانوا استجابوا لعيسى ابن مريم حين دعاهم، واتبعوه على شريعته. وهو قول ابن عباس من طريق حصين. والثاني: أنهم القوم الذين كان النجاشي بعثهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ورجَّح ابنُ جرير (٨/ ٦٠٠) جامعًا بينهما، ومستندًا إلى ظاهر القرآن، فقال: «والصواب في ذلك من القول عندنا أن يُقال: إنّ الله -تعالى ذِكْرُه- أخبر عن النَّفَر الذين أثنى عليهم من النصارى بقرب مودتهم لأهل الإيمان بالله ورسوله، أنّ ذلك إنما كان منهم لأنّ منهم أهل اجتهاد في العبادة، وترهبٍ في الديارات والصوامع، وأنّ منهم علماء بكتبهم وأهل تلاوةٍ لها، فهم لا يَبْعُدون من المؤمنين؛ لتواضعهم للحق إذا عرفوه، ولا يستكبرون عن قَبوله إذا تبَيَّنوه؛ لأنهم أهل دينٍ واجتهادٍ فيه، ونصيحةٍ لأنفسهم في ذات الله، وليسوا كاليهود الذين قد دَرِبوا بقتل الأنبياء والرسل، ومعاندة الله في أمره ونهيه، وتحريف تنزيله الذي أنزله في كتبه».

<<  <  ج: ص:  >  >>