للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} (١). (٥/ ٤٢١)

٢٣٢١٥ - عن عكرمة مولى ابن عباس: أنّ عثمان بن مظعون في نفرٍ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال بعضُهم: لا آكُلُ اللحمَ. وقال الآخَر: لا أنامُ على فِراش. وقال الآخَر: لا أتزوجُ النساء. وقال الآخر: أصومُ ولا أُفطر. فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم} الآية (٢). (٥/ ٤٢٢)

٢٣٢١٦ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق ابن جريج-: أنّ عثمان بن مظعون، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، والمقداد بن الأسود، وسالمًا مولى أبي حذيفة، وقُدامَة؛ تَبَتَّلوا، فجلَسوا في البيوت، واعتزلوا النساء، ولَبِسوا المسُوحَ، وحرَّموا طيباتِ الطعام واللِّباس، إلا ما يأكُلُ ويلبسُ أهلُ السياحة (٣) مِن بني إسرائيل، وهمُّوا بالاختصاء، وأَجمعوا لقيام الليل وصيام النهار؛ فنزَلت: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم} الآية. فلما نزَلت بعَث إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «إنّ لأنفسكم حقًّا، وإنّ لأعينكم حقًّا، وإنّ لأهلكم حقًّا، فصلُّوا وناموا، وصوموا وأفطِرُوا، فليس مِنّا مَن ترَك سُنَّتَنا». فقالوا: اللَّهُمَّ، صدَّقْنا واتَّبعنا ما أنزَلتَ على الرسول (٤). (٥/ ٤٢٥)

٢٣٢١٧ - عن أبي قِلابة - من طريق أيوب- قال: أراد أناسٌ مِن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يرفُضوا الدنيا، ويترُكوا النساء، ويترهَّبُوا، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فغلَّظ فيهم المقالة، ثم قال: «إنّما هلَك مَن كان قبلكم بالتشديد، شدَّدوا على أنفسهم فشدَّد الله عليهم، فأولئك بقاياهم في الديار والصوامع، اعبدوا الله، ولا تُشْرِكوا به شيئًا، وحُجُّوا، واعتمِروا، واستقِيموا يَستقِم لكم». قال: ونزلت فيهم: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم} الآية (٥). (٥/ ٤٢٢)


(١) أخرجه ابن جرير ٨/ ٦٠٧.
(٢) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر.
(٣) السياحة: هي الذهاب في الأرض للعبادة والترهب. اللسان (سيح).
(٤) أخرجه ابن جرير ٨/ ٦١٢ مرسلًا.
(٥) أخرجه ابن المبارك في كتاب الزهد ١/ ٣٦٥ (١٠٣١) من غير الآية، وعبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٢ (٧١٩)، وابن جرير ٨/ ٦٠٨.
قال الألباني في الصحيحة ٧/ ٣٣٥: «مرسل، صحيح الإسناد».

<<  <  ج: ص:  >  >>